أختي المسلمة الثائرة: أصلح الله بالك .. وأسعد أيامك .. وثبت إيمانك، وأيد بالحق خطاكِ، وبلغكِ فيما يرضيهِ آمالكِ. أيتها الأخت الفضلي: أنتِ تاج رؤوسنا، وماء وجوهنا، وفلذة أكبادنا، فأري الله من نفسكِ خيراً، ومن حديثك صدقاً، ومن عهدك وفاءً، ومن سلوكك استقامة، وكوني نموذجاً مشرفاً لدينك ودعوتك، وقدوة في تدينك والتزامك، وكون مثالاً لعفة اللسان، وحسن الخلق، وطهارة القلب، واحرصي علي التقوي والإحسان؛ لتستجلبي بهما معية الله تعالي: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾ (النحل: 128).
أختي المسلمة الثائرة: لقد خرجتِ تغبرين قدميك في سبيل الله، فإياك أن تفكري في معصيته، وكيف يستقيم ذلك وأنتِ ما خرجتِ إلا طلباً لمرضاته، وأذكركِ بالوصية العمرية الخالدة، التي بعث بها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يقول: “فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال، فإن تقوى الله أفضل العُدَّة على العدو، وأقوى المكيدة في الحرب، وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراسًا من المعاصي منكم من عدوكم. .. واعلموا أن عليكم في سيركم حفظة من الله يعلمون ما تفعلون، فاستحيوا منهم، ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله، اسألوا الله العون على أنفسكم، كما تسألونه النصر على عدوكم”( راجعي، محمد علي الصلابي، عمر بن الخطاب).
أختي المسلمة الثائرة: أنتِ العفيفة الصابرة .. نزلتِ وقلتِ يا رب: أنقِذْ بلدي من عصابة اختطفتها، وقتلت زهرة شبابها واعتقلت خيرة رجالَهَا ونساءَهَا وأطفالَها، وعاثَتْ في الأرضِ الفساد، وحارَبَتْ دينَكَ، وحالفَتْ أعداءَك، وبطشت بأوليائك.. خَرَجْتِ من دَارِكِ، ولا تعلمين متي ولا أين مآلك؟ فلو كُتبت لك الشهادة، فقد فزتِ ورب الكعبة، وإن عُدتِ إلي داركِ رَجَعْتِ مأجورةً من الله تعالي. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتَلَهُ»(رواه الحاكم وصححه علي شرط الشيخين).
أختي المسلمة الثائرة: جددي النية أن يكونك خروجك لله وحده، وأن تكون وقفتك في وجه الظلم لله وحده، وطهري قلبك من أي بواعث أخري حتي يكتب لك الأجر والثواب كاملاً من الله تعالي الذي لا يضيع أجر المحسنين. واجعلي كل خطواتك استجابة لداعي الإيمان، ورددي مع قافة الإيمان: ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ * فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ﴾ (آل عمران: 193 195).
أختي المسلمة الثائرة: إنّ الأمرَ دين، والدِّين هو أعظمُ وأغلى شيءٍ يملِكُهُ الإنسان … ألا تتّفقين معي في أنّ السّلوكَ هو مصداقُ ما في القلب مِن إيمان؟، وأنّ كُلَّ عمَلٍ صغيرٍ أوكبيرٍ تقومين به، وكُلَّ مَظْهرٍ تَخرُجين به، إنّما هو انعكاسٌ (حيٌّ، ظاهرٌ، محسوس) لما استتر في قَلْبِكِ من إيمان ومشاعرَ حُبٍّ وتعظيمٍ وإجلالٍ لله تبارك وتعالى؟ فسلمي أمرك لله، وإنّ من التسليم له سبحانه ، أن تشعُرَ المسلمة بالحياءِ من خالقِها عز وجل. عن ابنِ عُمَر، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم مرَّ على رجُلٍ من الأنصارِ وهو يعِظُ أخاه في الحيَاءِ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «دعْهُ، فإنَ الحياءَ من الإيمانِ»(رواه البخاري ومسلم) وعن عمرانُ بنُ حُصينٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «الحياءُ خيرُ كلُّهُ أو قال: الحياءُ كلُّهُ خير»(رواه مسلم). وعن أبي مسعُودٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إن ممّا أدرَكَ الناسُ مِن كلامِ النُبوَّةِ الأولى إذا لم تستَحي فافعَل ما شئتَ»(رواه البخاري). وعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ»(رواه ابن ماجة وحسنه الألباني). وعنه أيضاً أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ، وَلَا كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ»(رواه ابن ماجة وصححه الألباني).
أختي المسلمة الثائرة: جددي يا قرة العين نيتك لله وحده، واحتسبي كل خطواتك في سبيله، وتأدبي بآداب الإسلام، فلا يُمكن أن ينعَزِلَ السلوكُ عمّا يُكِنُّه القلب، فلا تفرطي في شيء من حجابك، سلمكِ اللهُ، وحفظك من كل مكروه، وثَبِّتَ قلبَكِ على الحقَّ، فإنّ الثّباتَ على الحقِّ والاستقامةَ عليهِ نعمةٌ عظيمة، ولن يأتي النصر إلا بطاعتك لله تعالي؛ فأوصيك يا غالية بالحياء من الله، واعلمي أن الملائكة ترافقك في ذهابك وإيابك، فأنت إنما خرجتِ جهاداً في سبيل الله، فاحذري أن يستدرجكِ الشيطان فيحبط عملك، واستعيني بالله علي نفسك، فهو نعم المعين، حماك رب الكون.. يا تاج الرؤوس.
واجبات عملية:
جددي نيتك قبل كل عمل، واجعليه خالصاً لله.
ذكري أخواتك قبل كل عمل بتجديد النية وإخلاصها لله.
التزمي بحجابك ؛ فهو رمز عفافك، وعنوان التزامك، وكوني في ذلك قدوة لغيرك.