هو عضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين  من مواليد مدينة دمنهور بالبحيرة وأحد قادة الإخوان بها، وكان ترتيبه الأول على الجمهورية في الثانوية العامة، كما كان ترتيبه الأول على الدفعة في هندسة الإسكندرية، ومن أشهر من عمل بالمجال التربوي داخل الجماعة وله الكثير من البصمات على شباب الحركة وعموم الناس وتدرج

 اعتقل في نوفمبر من عام 2013م وحكم عليه من قبل محكمة عسكرية بالسجن 7 سنوات وكان من رده على القاضي [لن أكمل هذه المدة في سجني].

قال له وكيل النيابة: ما قولك في التهمة المنسوبة إليك بانضمامك لجماعة الإخوان؟

فقال: أنا لست منضما فقط أنا رئيس مكتب الإخوان بمحافظة البحيرة وهذه ليست تهمة هذا شرف سكت وكيل النيابة … وانتكس !! ومن أشهر وصاياه لإخوانه : كن جريئاً .. مؤدباً، واللاءات الثلاثة [لا للعنف – لا للتكفير – لا للذوبان].

– كتب الأستاذ أحمد شوشة: [لم اعرف الرجل عن قرب ولكن حضرت معه عدة مخيمات فكنت أراه نعم الأخ لإخوانه يلقي خواطره ونوادره من تراثنا الجميل ويستخرج منها الحكم والعبر وكأنما تسمعها لأول مرة بأسلوب سهل محبب فتزرع في القلوب الخير والفضيلة والفهم الصحيح].

– وكتب الدكتور جمال حشمت: صدمت في أول أيام الوتر من العشر الأواخر في رمضان ١٤٤٠هـ بخبر وفاة أخي وحبيبي وأستاذي مهندس محمد العصار صاحب البسمة ومالك الحكمة وحارس الفقه الميسر في سجون العسكر حزنت واضطربت لكني فرحت وانشرحت! عرفته منذ ٤٠ عاما بالتمام والكمال وكان أول من جلست إليه لنتعرف علي الدعوة دون أن ندري ونتربى علي معاني القرآن دون تكلف ونفقه معني الأمة ونتعلم قيم الإيمان ونتحلى بأخلاق الإسلام في صمت، يجلس معك فتجد نفسك العلامة الفاهم وأنت ما زلت تحبو في الالتزام وتقليد الكبار المخلصين! عشت معه سنين عمري ونادرا ما اختلفت معه في عمل إداري لكن في التربية والفقه كان أستاذا ومعلما لأجيال يشدك حديثه وتبهرك أمثاله وتدهشك إسقاطاته دوما علي الواقع الذي نحياه كان يمثل عقلا وحكمة وفقها هي علي الشيطان أشد من ألف عابد، لذا كان محبوبا لأنه كان سهلا لا ينغمس في خلافات بل عمله الدائم تأليف القلوب وصناعة الوعي ونشر الحكمة.

رحمه الله كنت أحلم بلقائه بعد مرور هذه المِحنة ليحكي لنا دروسها ونظراته حولها، رحمه الله فقد قبضت روحه بعد حرمان من حريته لمدة خمس سنوات لكنه كان صابرا وكان شعلة من الأمل وقوة داعمة لكل من حوله في السجن وبشكل مفاجئ، رحمة من ربك ولعل بموته تم إيقاد شمعته التي ستضيء الطريق للآلاف والملايين فسيد قطب لم يكن يعرفه الكثير داخل مصر فلما نال الشهادة بإذن الله سمعت به الدنيا هكذا حال الدعاة الربانيين يظن الظالم الفاجر المستبد أنه يقضي عليهم في السجون ليرتاح منهم ولا يعلم هذا الغبي المأفون أنه يزيد من رقعة انتشارهم ووصول صوتهم وسيرتهم وتراثهم إلى الدنيا كلها

خاب وخسر كل حاكم مغتصب باعتقاده انه يقتل الدعوة بقتل الدعاة في السجون إعداماً أو إهمالا أو تعذيبا، بل هم يخلدون في قوائم الشرف بينما هو يذبل في مزابل التاريخ. نسأل الله أن يجمعنا بك في مستقر رحمته ويجزيك عنا خيرا.

 وكتب الدكتور عبد القادر حجازي – أحد قادة الإخوان بكفر الشيخ:

 قابلته في برج العرب وكان متفائلاً ومستبشراً فسألته؟

فقال: جئتُ هنا لأستلم مكافئة نهاية الخدمة.

فسألته: وما هي تلك المكافئة؟

قال: أن أنال الشهادة في محبسي هذا؟

رحمه الله، صدق الله فصدقه الله.

– وكتب وائل الحديني: لم يكن يفصلنا عن غرفة المهندس العصار في برج العرب سوى جدار .. لكن ربعنا كان مغلق وربعه كان مغلق بالتبعية .. فبقينا منفصلين .. كانت غرفته ـ تقريباً ـ هي الغرفة الأكثر هدوءاً على مستوى السجن .. لا مناوشات ولا أزمات: بسبب قيمة الرجل الكبيرة ووزنه.. وبسبب مرضه .. فلم يكد يمر يوم إلا وينادَي من غرفته:

يا شاويش يا غفر .. ثم ينادي باقي العنبر .. حينها كنا ندرك أنه مريض ويحتاج للذهاب إلى المستشفي .. كنا نخرج سوياً في الزيارات ..نراه هادئاً راضياً لا ـ يكاد ـ يمشي خطوه إلا ويجلس ليستريح.

و من مقولاته الخالدة للمعتقلين حين نزولهم لجلسات المحاكمة : “اذهبوا بالأمل وعودوا بالرضا”.

قال أحد المعتقلين : “حاولت يوما، أن أخفف عنه، فابتسم وقال لي: يا بني، أنا ربنا أراد بي الخير كله؛ هنا أنا معي رجال كتير، ودي فرصتي أوصلهم كل ما تعلمته طول عمري من إخواننا الكبار، وهتسمعوني غصب عنكم هتروحوا مني فين”

” وبعدين غيري بره في سني، إما نايم في بيتهم بيعملوا له أكل مسلوق، أو في مستشفي متعلق له محاليل، لكن ربنا من علي في آخر عمري أن أكون أسير ومرابط في سبيله، في بعد كده خير”.

– كما نعته جماعة الإخوان بقولها: الإخوان المسلمون يحتسبون عند الله المهندس محمد العصار “مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا” (الأحزاب -23).

الإخوان المسلمون يحتسبون عند الله أخاهم المربي المهندس محمد عبد الوهاب العصار، عضو مجلس شورى الجماعة، شهيدًا محتسبًا بإذن الله؛ حيث فاضت روحه الطيبة إلى ربها إثر تعرضه لأزمة قلبية حادة في سجون الانقلاب بمعتقل برج العرب،  اليوم السبت 20 رمضان 1440هـ الموافق 25 مايو 2019م عن عمر ناهز 75 عاما قضاها في رحاب العلم وخدمة الدعوة.

سائلين الله تعالى أن يتقبل منه سعيه وجهاده وأن يحشره في زمرة المخلصين، وأن يشفّع فيه الصيام والقيام والقرآن، وأن يأجرنا في مصابنا ويخلف لنا خيرا، وأن يلهم أهله وأولاده وإخوانه وتلامذته ومحبيه الصبر الجميل وحسن الاحتساب.

كما نتضرع إلى الله هو حسبنا ونعم الوكيل في من ظلم الراحل الكريم، وظلم إخواننا الذين سبقونا إلى الله؛ جرّاء الإهمال والتعذيب القسري في زنازين الظالمين، داعين الله أن يهيئ لمصرنا أمر رشد، وأن ينصرنا على القوم الظالمين.

(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) (الفجر 27-30)

الإخوان المسلمون السبت 20 رمضان 1440هـ = الموافق 25 مايو 2019م