غرس القيم

بقلم / أشرف فريد

بناء القيم المستهدفة وتأصيلها وإكسابها للمدعو عن طريق تغيير سلوكه وإكسابه مفاهيم وتعديل اتجاهاته.

إن النتيجة الطبيعية للنجاح في المرحلة الأولى ( توثيق العلاقة ) هي السعي من جانب الداعي للتأثير الايجابى في المدعو وذلك عن طريق :-

1- إكسابه المفاهيم :-

قد يحتاج المدعو إلى بعض المعلومات والمعارف والتي تساعده في الارتقاء بنفسه سواء على المستوى الايمانى أو العملي، وهذا الأمر لا يحتاج إلى مجهود كبير ووسائله سهلة

ومتعددة ولكن المهم هو عدم إرهاق المدعو بالعديد من المعارف التي لا يحتاجها ولكن المهم هو التركيز على القيم المستهدفة وخدمتها بالمعارف التي يتم إكسابها للمدعو .

2- تعديل الاتجاهات :-

لكل شخص قناعات معينة تراكمت أو تكونت على مسار حياته بناء على الظروف المحيطة به من حيث البيئة التي نشأ فيها وأسلوب التربية الذي تلقاه، ونهتم هنا بتعديل القناعات السلبية ومعالجتها مع مراعاة أن الأساس هنا هو مخاطبة الوجدان والمشاعر فليت المشكلة معرفية ولكن المشكلة تتعلق بالوجدان، والسبيل الأساسي في تعديل هذه الاتجاهات هو الطرق على الجانب الوجداني وذلك عن طريق التأصيل الشرعي أو ضرب الأمثلة أو عرض تجارب السابقين .

3- تغير السلوك :-

لكل شخص بعض السلوكيات الايجابية وأخرى سلبية ونعنى هنا في هذه المرحلة بملاحظة واكتشاف السلوكيات السلبية والسيئة في المدعو وتغييرها تدريجيا حتى يصل به إلى المستوى المطلوب من السلوكيات الايجابية الأساسية والتي نأمل توافرها في الشخص أو الفرد المعنى بالمشاركة في بناء المجتمع المنشود، وتختلف هذه السلوكيات في المدعو وخصائصه وصفاته والمهم هنا هو التركيز على السلوكيات الظاهرة الأساسية والقادمة وعدم الانشغال بالسلوكيات البسيطة والتي قد تتطلب وقتا ومجهوداً كبيرا في تغييرها.

• أهمية بناء القيم في المدعو :-

من المهم هنا أن نعيد إلى الذهان الهدف الأساسي من تكوين شبكة العلاقة (الدائرة الإجتماعية ( الربط العام ) ) هو مشاركة هذه الدائرة في عملية بناء المجتمع المنشود، ونرى هنا أن هذه المشاركة تقوم بصفه أساسية على جهود أفراد، وبالتالي فإنه من المهم أن نعتني عناية شديدة بتكوين أو محاولة بناء – شخصية صالحة تفيد نفسها ومجتمعها الصورة المأمولة .

لذا نخلص إلى أهمية زرع وتأصيل بعض من القيم والتي بإكسابها أو التأكد من توافرها في المدعو نطمئن إلى أن المدعو سوف يقوم بالدور المرجو منه للمشاركة في عملية إخراج المجتمع المنشود .

ولنا في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فإن أول خطوة خطاها صلى الله عليه وسلم بناء المجتمع المسلم هو زرع وتأصيل العديد من القيم والتي في حالة توافرها اطمئن صلى الله عليه وسلم من توافر العناصر الأساسية لقيام دولة إسلامية راسخة الأركان فعنايته صلى الله عليه وسلم بزرع وتأصيل روح الأخوة والترابط بين المهاجرين والأنصار وتشجيع الصحابة على بناء كيان اقتصادي بكافة جوانبه من حيث الإتقان في العمل وجودة الأداء وعرضه صلى الله عليه وسلم والاهتمام بالعلاقات الأسرية و أهمية تكوين أسرة مسلمة مع الحرص على تربية الأبناء التربية الصحيحة .

كل هذه الأمثلة والتي على سبيل المثال لا الحصر توضح لنا أهمية العناية أولاً بغرس وتأصيل العديد من القيم في المدعو وذلك حتى يستطيع القيام بدور في بناء وإصلاح المجتمع السلم .

ولنضرب مثالاً البناية المتهالكة والذي يريد صاحبها ترميمها مرة أخرى فإنه قبل أن يشرع في استخدامها أو الاستنفاع بها فيبدأ أولا بالاهتمام بالأساسات وترميمها ويحرص على أن لا يترك عمودا واحدا دون ان يشرع في ترميمه ثم ينتقل إلى ما بعد ذلك من التشطيبات وتجهيزات أخرى، فنراه لايهتم بالتشطيبات الخارجية دون الاهتمام بالترميمات الأساسية أولاً.

وهذا ما نعنيه بالاهتمام بالقيم والسلوكيات الأساسية والتي من المهم إكسابها للمدعو حتى يستطيع القيام بالدور المطلوب منه .