أدب الأئمة.. حيلة “الشعراوي” لتقبيل يد شيخ الأزهر

لماذا ضحك الشعراوي علي الشيخ جاد الحق

الشيخ جاد الحق جمعته علاقة وطيدة بالإمام محمد متولي الشعراوي، حتى إن الأخير كان دومًا يقبل يديه فور رؤيته، رغم فارق السن بينهما، والذي يصل إلى 6 سنوات، الأمر الذي كان يسبب لـ”جاد الحق” حرجًا، حيث لم يخجل الشعراوي من فعل ذلك حتى أمام كاميرات التلفزيون، على مرأى ومسمع من الجميع.

استحلفه “جاد الحق” بأن يكف عن فعل ذلك، فقال له الشعراوي: “لم ولن أكف عن تقبيل يد شيخ الأزهر الذي هو شيخي وشيخ الإسلام والمسلمين”، وحينما عاود “الشعراوي” تكرار ذلك الفعل، قال له الشيخ جاد الحق: “والله لا يجوز يا مولانا الشيخ الشعراوي ان تقبل يدي فأنت عالم جليل ولكم مكانتكم العلمية والعالمية إضافة إلى أنكم أكبر منا سنا ومقاما”، فرد عليه الآخر: “ألم أقل لفضيلتكم أنني لا أقبل يدكم يا مولانا، بل أقبل يد شيخ الإسلام والمسلمين”، وكان ذلك في احتفالية لتكريمهما في محافظة الدقهلية، مسقط رأسيهما، فضج الحضور تصفيقًا.

مرت الأسابيع وفوجئ “الشعراوي” بدخول الشيخ جاد الحق عليه أثناء تصوير إحدى حلقات برنامجه الشهير “خواطر الشعراوي”، فطلب الأخير من المخرج إيقاف التصوير، وهرع كعادته لتقبيل يد الشيخ “جاد الحق”، وبنظرة ثاقبة قرأ ما يجول بخاطره، حيث قد قرر في نفسه أن يفوت الفرصة علي الشيخ الشعراوي بأن يقوم بخطف يده بسرعة عند المصافحة، وهنا تظاهر “الشعراوي” باختلال توازنه، فأمسكه “جاد الحق” من يديه حتى لا يسقط على الأرض، فسارع “الشعراوي” بتقبيل يديه، وحينها قال شيخ الأزهر: “تاني يا مولانا؟”، فقال له الشيخ الشعراوي: “ألم اقل لفضيلتك أنك شيخ الإسلام والمسلمين، لقد توقعت ما تفكر فيه فقبلتها بتمكين وأعدك يا مولانا بأنني لم ولن أكف عن فعل هذا ما دمت حيا؟”.

ودامت المحبة بين الشيخين، إلي أن صعدت روح الشيخ جاد الحق إلي بارئها ، والذي أوصى قبل وفاته بأن من يصل عليه في الجنازة الشيخ الشعراوي، وهو ما فعله الشيخ وقتها. .
رحم الله شيوخنا الإجلاء