قال ابن القيّم -رحمه الله- أن الله سبحانه أمر عباده بالشكر وأثنى على الشاكرين له، ووعدهم بالجزاء الحسن والمزيد من النعم، قال تعالى: “وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ” وقال تعالى ” لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ” 

وأذكار الصباح والمساء تنفيذاً عملياً لتذكر نعم الله وحمده وشكره عليها قال تعالى: ” وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ

يستفتح المسلم يومه ويختمه مقراً ومعترفاً بأن المُلك ملكه والنشاءة منه والمصير إليه ” أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير”

وأنَّ ما يعيشه من نعم فمن الله بل وما يعيشه الخلائق جميعاً من نعم فمن الله    ” اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من قالها حين يصبح أدى شكر يومه“.

فأذكار الصباح والمساء هي مفتاح من مفاتيح تذكر نِعم الله على العبد وإقراراً بفضله ” أصبحت منك في نعمة وعافية وستر ” ويفتح له باب الرجاء والأمل في المزيد من النعم “فأتم على نعمتك وعافيتك وسترك” ليس غدا أو بعد غد وإنما في عمره كله “في الدنيا” بل بعد انتهاء العمر “وفي الآخرة

فما أروع أن نقطع من أوقاتنا بعض الدقائق لنردد الأذكار فنتذكر نِعم الله علينا فتمتلأ قلوبنا بالرضا والحمد والشكر لله تعالى.