الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وبعد.

فقد اخترنا لكم، مقتطفات من كتابات الإمام البنا حول (أولويات المنهج التربوي ونتائجه) كما يراها الإمام حسن البنا رحمه الله، وقد وردت هذه الكتابات في كتيب هام (جدير بالقراءة والاهتمام) للدكتور مازن فروخ – رحمه الله، وعنوانه: (ثوابت العمل الاسلامي عند الإمام الشهيد حسن البنا) والذي صدرت طبعته الأولى في بيروت عام 1986.

أولويات المنهج التربوي

يركز المنهج التربوي على القضايا التالية:-

1- تلاوة القرآن والاستماع إليه وفهمه (1)، على أن يقرأ القارئ بتدبر وخشوع، وأن يستلهم الرشد والسداد، وأن يجمع شوارد فكره حين التلاوة، مع حفظ ما يمكن حفظه (2).

2- الأكثار من القراءة في حديث رسول الله ﷺ، وحفظ بعض الأحاديث (3).

3- دراسة السيرة وتاريخ السلف (4).

4- دراسة رسالة في أصول العقائد ورسالة فى فروع الفقه (5).

5- الإكثار من المطالعة في رسائل الإخوان وجرائدهم ومجلاتهم ونحوها – كالكتب الدعوية والتربوية وما يتناول حاضر المسلمين ومشكلاتهم – (6).

نتائج المنهج التربوي

يهدف هذا المنهج إلى تحقيق أركان الدعوة الجامعة، والتي هي العلم والتربية والجهاد (7).

1- بغير العلم بكتاب الله وتاريخ الدعوة الإسلامية وواقع الحياة، فإن الحماس يؤدي بصاحبه إلى الإنحراف والاصطدام والتحطم. (8)

2- بغير التربية على منهج الدعوة في الحب، والامتزاج الروحي والصفاء، والتنافس في البذل، والعمل، والتضحية، واحتمال المشاق في سبيل الدعوة، فإن الجاه والمال يغريان العامل بسلوك طريق الدس والوقيعة، ولو كان شيخا أريباً عالماً فقيهاً لبقاً ذلق اللسان واضح البيان (9). غير أن هذه التربية لاتتم بالكلام النظري، وإنما بالممارسات العملية (10).

3- بغير الجهاد يصبح الإيمان مخدراً نائماً في النفوس، ولا ينزل على حكمه، ولا يعمل بمقتضاه، فإذا غفل الإنسان عن فكرته، فهو لايفكر في العمل لها، ولا يحدث نفسه بأن يجاهد أضعف الجهاد في سبيلها. بل إنه قد يبالغ في هذه الغفلة وهذا النسيان، حتى يعمل على ضدها وهو يشعر أو لايشعر (11). والجهاد أن يدرك الإنسان أن لب دعوته فكرة وعقيدة يقذف بها في نفوس الناس ليتربى عليها الرأي العام، وتؤمن بها القلوب، وتجتمع عليها الأرواح: تلك هي العمل للإسلام والعمل به في كل نواحي الحياة (12).

بنتيجة هذه التربية، يشعر الإنسان أنه روح جديد يسري في قلب الأمه فيحييه بالقرآن، ونور جديد يشرق فيبدد ظلام المادة بمعرفة الله، وصوت داو يعلو مردداً دعوة الرسول ﷺ (13). وعليه أن يدرك منزلته هذه، فلا يصغر في نفسه بغيره، أو يسلك في دعوته سبيلًا غير سبيل المؤمنين، أو يوازن بين دعوته التى تتخذ نورها من نور الله، ومنهجها من سنة رسوله ﷺ، بغيرها من الدعوات التى تخلقها الضرورات، وتذهب بها الحوادث والأيام (14).

———————–

(1) رسالة التعاليم، (مجموعة الرسائل ط 1 ص 277).

(2) رسالة المأثورات، (مجموعة الرسائل ط 1 ص 359).

(3) رسالة التعاليم، (مجموعة الرسائل ط 1 ص 277).

(4) رسالة التعاليم، (مجموعة الرسائل ط 1 ص 277).

(5) رسالة التعاليم، (مجموعة الرسائل ط 1 ص 277).

(6) رسالة التعاليم، (مجموعة الرسائل ط 1 ص 278).

(7) مذكرات الدعوة والداعية، ص 67.

(8) الأخوان المسلمون، أحداث صنعت التاريخ، محمود عبد الحليم، ص 210، ط 1980، (فتنة أحمد رفعت).

(9) مذكرات الدعوة والداعية، ص 112: 113، (فتنة الإسماعيلية الأولى).

(10) رسالة نظام الأسر، (مجموعة الرسائل، ط 1، ص 288).

(11) دعوتنا، (مجموعة الرسائل، ط 1، ص 14).

(12) دعوتنا فى طور جديد، (مجموعة الرسائل، ط 1، ص 123).

(13) بين الأمس واليوم، (مجموعة الرسائل، ط 1، ص 144).

(14) الإخوان تحت راية القرآن، (مجموعة الرسائل، ط1، ص 106).