اُسلوب قرآني ومنهج نبوي

       مع كثرةِ الأزمات التي تحياها الأُمة علي مستوى الدول والأفراد انتشرت روح اليأس والإحباط والإنهزامية عند البعض من المجتمع المسلم فأصبح التشاؤم من بين اللإفِهات التي تلقى رواجاً عند الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي والمسلسلات.

       ومن أجل إعادة روح الأمل والتفاؤل في المجتمع   وجب علينا النظر الى قرآن ربنا وهدي نبينا لنري كيف كان التفاؤل اسلوب قرآني فريد ومنهج نبوي شامل.

     إنَّ الذي تربى علي مائدة القرآن وتعايش معه لا يتخلى عن الأمل والتفاؤل لإنَّه اسلوب القرآن في جميع المناحي . فكيف يخاف على رزقه وقد تربى على :     ” وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ، وكيف يخاف المستقبل والضامن والكافي هو الله : “أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ” ، وكيف يخاف ذنوبه, وييأس من التوبة وهو يحفظ  : “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ” ، وكيف يخاف عدوه, وهو يقرأ : ” إن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ، وكيف يستصعب أمراً والله قال“هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ” ، وكيف يكره أمراً وقع, والله يقول فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًاوكيف يدب الى قلبه يأس, وهو الذي عاش مع قوله تعالى: وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُون“…..وهكذا الذي يتعايش مع القرآن يشعر بجمال الحياة وروعة المستقبل فيحيا مطمئن القلب هادئ البال .

       أما الهدي النبوي في التفاؤل والأمل فحدث ولا حرج فقد  كان رسول الله يعيش بالتفاؤل قلباً وقالباً، كان يتفائل بالإسم الحسن، والكلمة الحسنة،بل في أحلك المواقف وأصعب الظروف كان يبث الأمل في قلوب أصحابه، ألم تسمعه وهو يبشر أصحابه لما ضاقت عليهم مكة:”… والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون”  ، أم لم تسمعه وهو يطمئن صاحبه في الغار:”لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا” أم لم يأتك نبأ الخندق إذ تكالبت عليهم الأحزاب وهو يبشرهم : بفتح الشام والمدائن واليمن.

 فكان أصحابه من بعده مدرسة في التفاؤل وكذلك التابعين ومن بعدهم عظماءُ اُمتنا والدعاة العاملين.      فما أجمل أن يتجمل المسلم بالتفاؤل فهو صفة مكتسبة يستطيع أن ينميها الفرد ويتمرن عليها حتى تكون صفة ملازمة له وذلك بملازمة المتفائلين والبعد عن المتشائمين وبالرجوع لكتاب ربنا  والسيرة النبوية وقصص الناجحين على مر التاريخ