خريطة الطريق

“قال : تزرعون سبع سنين دأبًا”

إجابة فورية من يوسف عليه السلام متضمنة خريطة طريق واضحة :

1 – ( العمل ثم العمل )

وكانت خريطة طريقه عليه السلام لأهل مصرَ ، وأعتقد والله أعلم تصلح لكل أهل مصرٍ في كل وقت أزمة :

أن يزرعوا ، بجد ونشاط واستمرار لمدة معينة ،

2 – ( الدأب في العمل )

اشترط عليهم الزراعة والدأب فيها ،

3 – ( الادخار وعدم استنزاف كل المخزون لطول الطريق )

ثم اشترط شرطًا عظيمًا وثقيلا ألا وهو الادخار ، وعدم الأكل إلا للضرورة التي تؤدي للحفاظ على الحياة ..

وذلك كان الامتحان الأكبر والتربية الجماعية للجيل المنشود !!

4 – ( الحفاظ على الزاد الاستراتيجي)

أمامك حصاد هائل يتراكم سنة بعد أخرى ، ولم تحن ساعة الصفر بعد ، فلتتحمل صعوبة الطريق وكُلْ حاجتك فقط ، ولا تغتر بالمخزون لأنه زاد استراتيجي لم يحن بعد وقت استخدامه ..

“فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون” !! ..

حافظوا عليه ولا تعرضوه للهلاك أو للمؤثرات قبل وقت الحاجة ..

وعندما يأتي وقت الحاجة ستستخدمون هذا المخزون لسنوات أخرى ، واحرصوا أن يبقى دائما هناك رصيد ،

5 – ( الاستعداد للتحمل والتضحية ، وعدم حرق كل الأوراق )

“ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون”..

وبه إشارة دائمة لكل جيل يأمل النصر ألا يستهلك كل رصيده ، أو يحرق كل أوراقه ، أو تبين كل خططه ، لابد أن يبقى هناك شيء مخبوء ..

6 – ( انتظار موعود الله )

وبعد الزراعة بدأب ، والأكل بحرص ، والتنفيذ مع الاحتفاظ برصيد للمفاجآت أو المتغيرات الغير محسوبة ،

بعد كل هذا الأخذ بالأسباب ، وهذه السنوات الأربعة عشرة في حسابات زمن يوسف عليه السلام ، تستأهل الأمة وعد الله :

” ثم يأتي من بعد ذلك : عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون” !!

7 – ( وضوح الرؤية يفتح الطريق للقلوب )

لمثل هذه الرؤية ومثل هذه الخريطة ينقاد الجميع ، ويضطر الملك أن يستدعي أولئك العارفين بطبيعة المشكلة وطرق حلها ، :

“ائتنوني به” ..

8 – ( الملخص المفيد )

الزرع والاجتهاد ،

والعمل الدءوب بداية أي طريق للنصر،

والصبر وعدم التعجل حتى مع وجود بعض الفرص حتى يحين وقت القطاف ..

9 – ( الجاهزية الدائمة )

فحين استدعي لم يقل مثلا : إني لست جاهز ، أو لقد فوجئت ، لم أفكر أن الأيام ستتغير وستحتاجونني مرة أخرى ، دعوني أتجهز ، بل استغل وقت المحنة ليكون جاهزًا وفي أتم الاستعداد وأقصى درجات اليقظة .. فحتمًا سيأتي يوم تنقشع فيه الغمة بحول الله تعالى..

10 – ( الإشارات واضحة )

ومن ثم لزم المراجعة لكل واحد منا ، حتى لا يتعلل ويتعذر حين الطلب الذي سيأتي يومًا ما ، عندما يأذن الله ، وساعتها لن يقبل منه أي اعتذار ،

فما ترك يوسف عليه السلام لمعتذر مكانًا ،

ولا لمتكاسل حجة !!