{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11)وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}: يقسم تعالى بالسماء وما ترجع به من أسباب الخير والنماء على الأرض بسبب الماء المصبوب الذي جعله الله مادة للحياة بكل أشكالها, كما يقسم تعالى بالأرض وانصداعها عن النبات والزرع والكنوز التي يقتات عليها الإنسان ويقضي بها معايشه. والمقسم عليه هو أن يوم القيامة حق لا هزل فيه , بل هو يوم العدالة الإلهية, يوم يفصل الله بين العباد ويجازي كل عامل بما قدمت يداه. قال تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11)وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12)إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14)}   [الطارق] قال ابن كثير في تفسيره: قَالَ اِبْن عَبَّاس: { الرَّجْع الْمَطَر وَعَنْهُ هُوَ السَّحَاب فِيهِ الْمَطَر} ” {وَالسَّمَاء ذَات الرَّجْع} ” تُمْطِر ثُمَّ تُمْطِر وَقَالَ قَتَادَة: تَرْجِع رِزْق الْعِبَاد كُلّ عَام وَلَوْلَا ذَلِكَ لَهَلَكُوا وَهَلَكَتْ مَوَاشِيهمْ وَقَالَ اِبْن زَيْد: تَرْجِع نُجُومهَا وَشَمْسهَا وَقَمَرهَا يَأْتِينَ مِنْ هَهُنَا. {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} قَالَ اِبْن عَبَّاس: هُوَ اِنْصِدَاعهَا عَنْ النَّبَات وَكَذَا قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر وَعِكْرِمَة وَأَبُو مَالِك وَالضَّحَّاك وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَغَيْر وَاحِد. {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ} قَالَ اِبْن عَبَّاس: حَقّ وَكَذَا قَالَ قَتَادَة وَقَالَ آخَر حُكْم عَدْل. {وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} أَيْ بَلْ هُوَ جِدّ حَقّ.