نحن أصحاب دعوة ورسالة

تمهيد:

مع اقتراب ذكرى مرور 90 سنة على تأسيس دعوة الحق والقوة والحرية جماعة “الإخوان المسلمون”، امتلأت وسائل الإعلام المرئية والمطبوعة ووسائل التواصل الاجتماعي وصفحات الفيسبوك والتويتر والإنترنت على اختلاف تنوعاتها بطيف واسع وأعداد لا تحصى من المواد التي تتناول شئون الجماعة والدعوة، تتعدد مداخلها ومنطلقاتها في طيف واسع يتسم معظمه بالنقد والتشكيك تاركا بقية محدودة تتسم بالإنصاف في تناول شئون الجماعة.

ومع تقديم حسن الظن بكل ما هو مطروح في هذه الساحة، فلن نترك الجميع في حيرة من أمرهم، وندعوهم جميعا إلى التعرف على جوهر دعوتنا والسماع منها وليس السماع عنها، لعلهم يدركون إن شاء الله تعالى، إن الإخوان جماعة جاءت في أوانها وستظل دائما في أوانها طالما كان جوهرها “الله غاياتها والرسول زعيمها والرسول قدوتها والجهاد سبيلها والموت في سبيل الله أسمى أماني أبنائها” وتتأكد في يقينهم مرشدنا الراحل الأستاذ عمر التلمساني بأن لجماعة الإخوان دورا أكيدا حتى في ظل الدولة الإسلامية المنشودة.

كلمات نوارنية:

دعوتنا هذه علم وتعلم، وتربية وتهذيب، وبر وإحسان، ورجوع إلى القرآن.

أرسل أحد الأشخاص ورقةً للإمام البنا أثناء إلقائه محاضره يسأله: لو حكم الإخوان بكتاب الله فماذا سيكون عملك؟!

فردَّ الأستاذ البنا قائلاً سأعمل عندهم ساعيًا، أوصِّل الأوراق للمكاتب.

(إننى لا أهتم بالإخوان المظهريين ولا بذوى الألسنة ولا بالمتحمسين، إننى أريد الإخوان الذين يعملون ولا يتكلمون، والذين يعملون ويرجون وجه الله).

ما بالمسلمين من حاجة إلى دعاية، وحسبهم أن يعرفهم ربهم، وفي ذلك سعادتهم.

الإمام حسن البنا

“أيها الإخوان أقيموا دوله الإسلام في صدوركم تقم في أرضكم”.

“دولة الباطل ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة”.

وقرار حل الإخوان، وإن أنزل اللافتات عن دورهم، فإنه لم يغير الحقيقة الواقعة وهي أن الإخوان المسلمين لا يمكن حلهم، لأن الرابطة التي تربط بينهم هي الاعتصام بحبل الله المتين وهي أقوي من كل قوة، ولا تزال هذه الرابطة قائمة وستبقي كذلك بإذن الله.

الإمام حسن الهضيبي

وفي ظلال هذه الكلمات النورانية نقول لكل الغيورين:

لا بأس من دراسة الثورات والحركات التحررية في أي بلد من بلدان العالم، ولا أن نستفيد من أي تجربة، ولكن مع هذه الدراسة فيجب أن نضع في اعتبارنا أن هناك موازين مختلفة تحكم الواقع الذي نعيشه:

– فنحن أصحاب مشروع إسلامي شامل لنهضة الأمة الإسلامية كلها، نواجه مشروعا معاديا يستهدف القضاء على الإسلام الذى جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويستهدف السيطرة على الأمة الإسلامية.

– أننا لسنا مجرد حزب أو دعوة أرضية مثلها مثل غاندي أو مانديلا، فنحن دعوة ربانية تستمد منهجها ومبادئها وموازينها وأهدافها من الإسلام دين رب العالمين، ومن دعوة الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه، ونحن على يقين تام بالتمكين لدين الله ودعوته مهما طال الوقت أو اشتدت المحن والضغوط (وقد مكروا مكرهم وعندهم الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال، فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام) (إبراهيم: 46-47).

– المعركة التي نواجهها حاليا، حلقة من حلقات التآمر والكيد للإسلام ومحاولات أهل الباطل القضاء على المشروع الإسلامي أو اختراقه وتحجيمه، لذا علينا أن ندرك أبعاد المعركة وسماتها حتى نواجه ذلك بصورة شاملة.

ونذكر هنا بكلمات الإمام الشهيد حسن البنا التي وجهها للإخوان لتكون دائما أمام أعيننا ولا تغيب عنهم فيضلوا الطريق:

“أيها الإخوان المسلمون: هذه منزلتكم وتلك طبيعة دعوتكم، فلا تصغروا فى أنفسكم فتقيسوا أنفسكم بغيركم، أو تسلكوا في دعوتكم سبيلا غير سبيل المؤمنين، أو توازنوا بين دعوتكم التي تتخذ نورها من نور الله، ومنهاجها من سنة رسوله، بغيرها من الدعوات التي تخلقها الضرورات وتذهب بها الحوادث والأيام” (رسالة الإخوان المسلمون تحت راية القرآن).

“إننا ندعوا بدعوة الله وهي أسمى الدعوات، وننادي بفكرة الإسلام وهي أقوى الفكر، ونقدم للناس شريعة القرآن وهي أعدل الشرائع، (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة) (البقرة: 138)” (رسالة بين الأمس واليوم).

“لقد أعلنتم من أول يوم أن دعوتكم إسلامية صميمة، على الإسلام تعتمد ومنه تستمد وهتفتم بها من كل قلوبكم: الله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا” (مؤتمر رؤساء المناطق).

“إن هذا الذي تجهرون به اليوم ليس شيئا جديدا ولكنه دعوة الإسلام التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاهد في سبيلها وعمل لها أصحابه من بعده والتي يجب على كل مسلم مؤمن بالله ورسوله وكتابه أن يعمل بها كما عملوا ويجاهد في سبيلها كما جاهدوا” (المؤتمر السادس).

“نحن الإسلام – أيها الناس – (أي ما ندعو إليه) فمن فهمه على وجهه الصحيح فقد عرفنا كما يعرف نفسه فافهموا الإسلام أو قولوا عنا بعد ذلك ما تريدون” (مؤتمر رؤساء المناطق).

“إذا قيل لكم إلام تدعون؟ فقولوا: ندعوا إلى الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم والحكومة جزء منه والحرية فريضة من فرائضه، فإن قيل لكم هذه سياسة! فقولوا: هذا هو الإسلام ونحن لا نعرف هذه الأقسام” (رسالة بين الأمس واليوم).

“ونحن لهذا لا نعترف بأي نظام حكومي لا يرتكز على الإسلام ولا يستمد منه … وسنعمل على إحياء نظام الحكم الإسلامي بكل مظاهره وتكوين الحكومة الإسلامية على أساس هذا النظام” (رسالة إلى الشباب).

“إنه لا دعوة بغير جهاد ولا جهاد بغير اضطهاد وعندئذ تدنو ساعة النصر ويحين وقت الفوز ويتحقق قول الملك الحق المبين: (حتى إذا استأيس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين) (يوسف: 110) (المؤتمر السادس).

“إن دعوة الإخوان المسلمبن دعوة مبدأ …” (رسالة دعوتنا).

“إنها دعوة أجمع ما توصف به أنها دعوة إسلامية” (رسالة دعوتنا).

“إن هذه الدعوة لا يصلح لها إلا من أحاطها من كل جوانبها ووهب لها ما تكلفه إياه من نفسه وماله ووقته وصحته” (رسالة دعوتنا).

“فهي دعوة لا تقبل الشركة، إذ أن طبيعتها الوحدة، فمن استعد لذلك فقد عاش بها وعاشت به” (رسالة دعوتنا).

ثبتنا الله وإياكم على طريق دعوة الحق والقوة والحرية … غير مضيعين ولا مبدلين وبفضل منه وإنعام.

والله أكبر ولله الحمد.