علمتني غربتي أن أخطّط للمستقبل، القريب والبعيد، وأنْ أضع النقاط على الحروف قبل القيام بأي مشروعٍ مهما كان صغيراً، فعدم التخطيط من أهم المشكلات التي تُضعِف مجتمعاتنا الإسلامية عامة، والعربية خاصة، لأنّ عدم التخطيط سيؤدي إلى عشوائية العمل، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف الأداء في نهاية المطاف.

خطّط قبل القيام بأي عمل، فالغدُ دائماً يحمل لك بين طياته من المفاجآت ما قد يدمر مشاريعك كلها ما لم تحسن التخطيط..

فنّ التخطيط لا يُولَد مع الإنسان، بل يحتاج الواحد منّا إلى وقت وخبرة حتى يتقن هذا الفن، فتَعَلُّمُه يكون تدريجياً، فحتى لو كنت مبتدئاً في هذا الفن، حاول أنْ تخطط، قد تحسن وقد تسيء، ولكنك ستتعلم من أخطائك، وسترتقي بمستواك وقدرتك على التخطيط، وكن متيقناً أنّ سوء التخطيط أفضلُ من عدمه.

ضعْ لنفسك خطة سنوية أو شهرية أو أسبوعية بحسب احتياجك، وضعْ فيها مشاريعك وواجباتك وأشياء أخرى تريد القيام بها، ثم ابدأ بتنفيذ مشاريعك، الأهم فالأقل أهمية وهكذا، واحرص على أن تأخذ عامل الوقت بعين الاعتبار، وبعد انتهاء الفترة المحددة لإنهاء مشاريعك التي خططت لها سلْ نفسك: هل حققت أهدافك المحددة في وقتها المحدد؟؟ ما هي المشاكل التي واجهتها؟؟ وكيف يمكن تفاديها؟؟ ما هي حسنات هذا المخطط؟؟ استفد من تجربتك هذه في خطتك القادمة، وستكون من الناجحين والمبدعين بإذن الله…

علمتني غربتي أن أكثر الدعاء ومناجاة الله عز وجل، وأن أتقرّب إليه بهذا الدعاء في كل وقت وحين، فإنْ كان لي حاجة سألته إياها، وإنْ كنت في كربة سألته الفرج، وإنْ كنت في حيرة سألته السداد والرشاد..

ادعُ الله عز وجل، تجدْه قريباً سميعاً مجيباً لدعائك، وإن كنت ذا حاجة فاسأل الله ولا تسأل الناس، فالناس لا يقدرون منحك شيئاً لم يشأ الله لك اقتناءه..

ادعُ الله، فدعاؤك سيخفف من مرارة أحزانك، وينسيك مصاعب غربتك، ويشعرك بالسكينة والطمأنينة، ودعاؤك سيجدد الأمل في نفسك، ويبعث فيها العزيمة، ويحثها على مواصلة المسير..اجعل لك من أوقاتك هنيهات تذكر فيها الله عز وجل وتدعوه، فاسأله ما شئت وألحّ عليه بالدعاء، هو خلقنا وهو يتدبّر أمورنا ويرعانا، فمن لنا غير الله؟؟