الصحابي الجليل
” أبو موسى الأشعري ”
أسمه ونسبه:
هو عبد اله بن قيس بن حضار … الأشعر … بن يعرب بن قحطان ، من الأشعريين ببلاد اليمن الذين كانوا يسكنون وادي زبيد ، وقد سمى الأشعريون بهذا الاسم نسبة إلى جدهم الأول ” نبت بن أدد” الذي اشتهر بلقب “الأشعر” لأن أمه ولدته وعليه شعر وكان كبير القدر بين الناس .
صفاته الجسمية والشخصية:
كان أبو موسى قصيراً ، خفيف الجسم ، يمتاز بوفرة الذكاء ، راجح العقل ، ذا نظر ، يعمل فكره ، كان بعيدا عن التقليد الذي قيد عقول العرب في جزيرتهم ، فقد كان لا يعبأ كثيرا بما عليه الناس من أفكار وآراء بل كان يعمل عقله وفكره فيما حوله ، ولا يسلم لهم بسهوله بل يناقشهم ويبدي لهم رأيه ، بل إنه كان قياديا حيث أنه أثر في كثير من شباب قبيلته فجعلهم يعرضون عن تقديس الأصنام وكان ذا صوت جميل .
نشأته وشبابه :
نشأ عبد الله بن قيس يتيما وعاش في رعاية أمه وأخوين له يكبرانه يقال لأحدهما أبو برة وللآخر أبو رهم ، وكان كما أسلفنا لا يعبأ بمعتقدات قومه فقد أنكر عليهم تقديس الأصنام التي نصبها آباؤهم وأجدادهم ورأى في كل تلك الأصنام حجارة لا تستحق التقديس وجعل يعيب قومه على معتقداتهم بشجاعة ولا يأبه لسخريتهم منه وهو في سن السابعة عشرة من عمره .
إسلامه :
بعدما سمع أبو موسى الأشعري بدعوة النبي – صلى الله عليه وسلم – ظل يتتبع أخبارها فسافر إلى مكة في صحبة عمه أبي عامر الذي كان في سنه ، انطلق الشبان من اليمن باتجاه الحجاز وأمضيا رحلة شاقة أكثر من عشرة أيام حتى وصلا إلى مكة وطابت نفسيهما بعد هذا الجهد ، وجلسا يفكران كيف يصلان إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم -وخافا أن يفتضح أمرهما فقريش عادته – صلى الله عليه وسلم – وآذته وهي تدعو الناس لتجنبه وعدم الاتصال به ثم هما لا يعرفانه – صلى الله عليه وسلم – ولا يعرفان أصحابه .
فقال عبد لله لعمه : ” علينا أن نطوف بالبيت بكرة وعشيا وأن نتفرس وجوه الناس ولابد أن نهتدي إلى من نريد دون أن نسأل عنه أحد فصاحبنا لابد أنه يتعبد في البيت على نحو لا يفعله قومه ولابد أن له سمتا يتميز به ، وإن سألنا أحد من قريش أجبناه أننا قد نذرنا أن نعظم البيت أياما ، وأعجب أبو عامر بفكرة ابن أخيه وصارا يطوفان حول البيت مرتين صباحاً ومساءً ، ويتفرسان وجه الناس وينصتان إلى كلام سادة قريش من غير أن يظهرا لهم شيئا . ومضت أيام على هذا الحال ولا يريان إلا وجوها متشابهة تعظم الأصنام .
وفي ليلة مقمرة طاف أبو عامر حتى مل من الطواف فآوى إلى رحله وترك صاحبه عبد الله بن قيس وهو ينظر هاهنا و هاهنا وإذا به يرى رجلا مقبلا نحو البيت تغشاه السكينة والوقار ونظر إلى وجهه فإذا هو يرى وجها جديدا لم يره من قبل ، فأقبل أبو موسى ينظر ماذا يصنع هذا الرجل فرآه قد طاف بالبيت وهو يتمتم بكلمات لم يلتقط منها إلا قليلا ولكنها كلمات لم يسمع مثلها من قبل ثم لاحظ أنه أثناء طوافه لا يلتفت إلى الأصنام أبداً بل يتحاشاها ، فقال أبو موسى لابد أنه الرجل الذي أريده وهم أن يدنو منه ويكلمه لكنه انتظر قليلا ليرى ما يصنع فإذا به يتخذ لنفسه مكانا بعيدا عن الأصنام ثم أخذ يصلى فقال عبد الله : ” لم أر أحدا من أهل مكة يفعله وتأكد في نفسه من أنه الهدف الذي يريد فنظر عن يمينه وعن يساره حتى إذا اطمأن إلى أن أحداً لا يراه تقدم إلى الرجل وسلم عليه وجلس إلى جنبه ثم سأله :”هل أنت محمد بن عبد الله ؟” فأجابه :”نعم ، ومن أنت ؟ ” فقال عبد الله بن قيس الأشعري ارتحلت من اليمن أنا وعم لي كي نراك ونتعرف على ما تدعو إليه.”
فبش له رسول الله – صلى الله عليه وسلم -رحب بهذا الشاب الذي لم يتجاوز عمره 17 عاما وامتدح رحلته الطويلة وطابت نفس أبو موسى وشرح رسول الله دعوته فأسلم فرجع إلي رحله وقص على عمه ما حدث له مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم -فاسلم في اليوم التالي عمه بعد لقاءه رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
استعداد وطاعة مبكرة :
سر الشبان بعدما أسلما و سمعا من رسول الله وقالا له مرنا يا رسول الله بأمرك إن شئت بقينا معك وتحملنا كما تحمل إخواننا وإن شئت رجعنا إلى قومنا فدعوناهم إلى الإسلام وإن شئت لحقنا بإخواننا في الحبشة فكنا معهم ، فأثني عليهما النبي وأمرهم بالرجوع إلى قومهم والدعوة إلى الله حتى إذا أظهر الله أمره هاجرا إليه . فقال الشبان :” سمعا وطاعة ” ثم مكثا في مكة عدة ليال يتعلمان أمور الإسلام ثم رجعا إلى اليمن .
داعية إلى الله ورسوله :
عاد عبد الله بن قيس وعمه إلى أهلهم وعرضا عليهم الإسلام فآمنوا ، وانتقلا إلى قومهم لدعوتهم إلى الإسلام ولكن حال التقليد الأعمى الذي سيطر على قومهم وانغماسهم في الشهوات دون الاستجابة لداعية الإسلام ورددوا ما كان أهل مكة يرددونه على الرسول الكريم لكنه لم ييأس ولم يفت في عضده ما لاقاه من قومه من سخرية واستهزاء فقد تعلم من معلمه القدوة عندما كان يواجه ما فعله معه أهل مكة ، وقد استطاع أن يغزو قلوب الناس بصوته العذب فقد كان حسن الصوت وظل يكافح مع قومه حتى استجاب له بعضهم فسمع بهجرة النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى يثرب وظهور الإسلام فاشتدت عزيمته ثم كانت غزوة بدر ونصرة الله لنبيه – صلى الله عليه وسلم – ثم توالت الأحداث إلى غزوة الأحزاب وكثر المسلمون في اليمن وتزوج عبد الله بن قيس وكني بأبي موسى وفي سنة 7 للهجرة وصل عدد المسلمون من قومه إلى أكثر من خمسين رجلا .
هجرته :
في سنة 7 هـ استشار إخوانه في الهجرة ، فاستأجروا سفينة وتركوا ديارهم وأموالهم هجرة إلى الله ورسوله وأثناء رحلتهم تعرضت السفينة لرياح شديدة كادت تغرق السفينة بمن عليها وذعر الناس والملاحون واخذوا يتضرعون إلى الله بالدعاء أن ينجيهم حتى يروا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقد كان أبو موسى هادئ الأعصاب شديد الثقة بربه وقال لإخوانه:” نحن المهاجرون إلى الله ورسوله فنحن في ذمة الله ولن يضيعنا” حتى أنقذهم الله من المحنة وسكنت الريح وتوقف المطر ولكنهم وجدوا أنفسهم على ساحل الحبشة وليس بلاد العرب ، فنزل المهاجرون إلى ساحل الحبشة ليستريحوا ولكن وجدوا أنفسهم بجانب إخوانهم الذين هاجروا من مكة إلى الحبشة جعفر وأصحابه فتعارفوا عليهم وتبادلوا الحديث وآنسوا إلى بعضهم البعض وطلب منهم جعفر أن يبقوا معهم في الحبشة حتى يهاجروا جميعا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في وقت محدد فوافق أبو موسى وإخوانه فمكثوا شهراً ثم استأنف الجميع الهجرة وهم وإن فرقتهم المواطن فقد وحدهم الدين، وأخيرا وصلوا المدينة فاستقبلهم أهل المدينة بالترحاب وكانوا في شوق إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لكنهم علموا أنه بخيبر، فما كان منهم إلا أن واصلوا السفر نحو خيبر ففرح رسول الله – صلى الله عليه وسلم -بقدومهم وقال: ” يقدم عليكم أقوام هم أرق منكم قلوبا ” وأقبل أبو موسى على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقبله ويحتضنه وكذا فعل بقية الأشعريين وبايعوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
مع رسول الله صحبة وجهادا :
– لازم أبو موسى الأشعري – رضى الله عنه – رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتعلم منه فازداد إيمانا وفقها في الدين فحفظ كثير من أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأقبل على القرآن كثيرا حتى إن عمر رضى الله عنه كان يقول: ” شوقنا إلى ربنا يا أبو موسى ” وحدث مرة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعائشة رضي الله عنها كان يمران على بيت أبو موسى رضى الله عنه وهو يقرأ القرآن فوقفا يستمعان له من شدة خشوعه وحسن صوته فقال عنه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :” إنه يقرأ على مزمار من مزامير داود” .
– ثم تاقت نفسه رضى الله عنه إلى الجهاد الذي رغبه فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كثيرا فخرج في ذات الرقاع ومعرفة ذات الرقاع وما حدث فيها للمسلمين من مشقة وقد سقطت أظافر أبو موسى – رضى الله عنه – من شدة الحر والجهد والمشقة في هذه الغزوة .
ثم بعثه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في سرية بحرية على رأس مجموعة من المسلمين وبينما هم في وسط البحر بالليل سمعوا صوتا يناديهم ” إن الله قضا على نفسه أنه من عطش نفسه لله عز وجل في يوم حار كان حقا على الله أن يرويه يوم القيامة ” . فعلم أبو موسى رضى الله عنه وأصحابه فضل الصوم تطوعا في الأيام الحارة وأن هذا الصوت صوت ملك.
ثم شهد مع المسلمين مؤته وبعد ذلك فتح مكة وحنين ، ثم بعثه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مع أبا عامر عمه لييتتبع فلول المنهزمين في الطائف فاستشهد عمه أبا عامر فخلفه أبو موسى على قيادة المجموعة حتى تم لهم النصر . ودعا رسول الله – صلى الله عليه وسلم -لأبي عامر قائلا :” اللهم اغفر لعبيدك أبي عامر اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك “. فطمع أبو موسى في دعوة مثل هذه من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فدعا له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :” اللهم اغفر لعبد اله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما “.
في سنة 9 هجرية أراد الرسول – صلى الله عليه وسلم – غزو الروم فشارك أبو موسى والأشعريون وفي الطريق قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :” إن الأشعريين إذا أرملوا أو قل طعام عيالهم جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم “. وجاءت المشاركة ولكن المشكلة كانت أنه ليس لديهم ما يركبونه والمسافة بعيدة ولابد لهم من رواحل وفوضوا أبا موسى كي يقوم بعرض الأمر على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأتى أبا موسى رسول الله وكان ساعتها غضبان من المنافقين وغمزهم لأصحابه فسأل النبي – صلى الله عليه وسلم – عن الرواحل فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – :” والله لا أحملكم وما عندي ما أحملكم عليه “.
وقام أبو موسى حزينا وخاف أن يكون قد أغضب رسول الله واشتد حزنه ورجع إلى قومه ولامهم وتمنى لو أنه لم يذهب نيابة عنهم وحزن قومه أن يكونوا أغضبوا رسول الله وما هي إلا ساعة حتى حضر بلال يقول يا عبد الله بن قيس أجب رسول الله ففرح أبو موسى ولما أتي إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم -اعتذر له وقال له رسول الله:” خذ هذه الستة إبل فاحمل أصحابك عليها ، وفي الطريق تذكر أبو موسى قسم رسول الله فرجع إليه وذكره ما قال ، فتبسم رسول الله وسره ما رأى من أمانة أبي موسى وقال له :” غني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها فانطلقوا إنما حملكم الله عز وجل “.
بعض مواقف من حياته :
1_ إخلاصه : يكفي أبا موسى شهادة رسول الله له ” إنه مؤمن منيب ” فقد جلس يوما في مسجد الكوفة يحدث الناس بما حدث به يوم غزوت ذات الرقاع وبعد أن انصرف الناس أخذ يبكي وسأله ابنه لما أحس به فقال حديث حدثني به رسول الله وأخشى أن يحبط الله عملي حيث ذكر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :”الرجل يقاتل للمغنم أو ليذكر أو ليرى مكانه فلما سئل أي هؤلاء في سبيل الله قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ” . إني ما قصدت من حديثي هذا شيئا من هذا ولكني أخشى أن أكون قد ألممت به أو قاربته.
2_ حرصه على العلم : فقد كان حريصا على ألا تفوته كلمة قالها رسول الله وحفظ عنه الكثير وأقبل على القرآن حتى قال عنه رسول الله :” أنه أوتي مزمار من مزامير داود ” ولذلك لابد للداعية أن يكون عالما بكتاب الله وله حظ وافر منه .
3_ حرصه على الحق : رأينا كيف حرصه على الأمانة وذكر رسول الله قسمه في قضية حمل المسلمين في الحرب ثم موقف آخر عندما سمى النبي ابنه إبراهيم فنزل أبو موسى على تسمية رسول الله رغم أنه كان يحب أن يسمى ابنه موسى وقال لأهله :” هو كما سماه رسول الله – صلى الله عليه وسلم -“.
4_ حبه لإخوانه : ظهر هذا في دعوته لقومه لإنقاذهم من النار فإن الحب الحقيقي هو الذي يدفع صاحبه لإنقاذ من يحب من الهلاك .
5 _ صاحب همة عالية : تمثل ذلك في إسراعه تنفيذ أمر رسول الله حين كلفه بالذهاب إلى اليمن وحدد له الجزء الجنوبي وقد أرسل رسول الله معه معاذ بن جبل فتأخر معاذ لبعض شأنه فأسرع أبو موسى ولم ينتظر معاذ حتى لا يخالف أمر رسول الله .
6_ زهده في الدنيا : كان رحمه الله ممن يؤثرون ما عند الله على ما عند الناس فقد ولاه عمر إمارة البصرة فدخلها على جمل أورق فمكث فيها 12 سنة وخرج منها على نفس الجمل وخرج وليس في جيبه منها درهم وقال : ” ما كنت لأفارق البصرة وعندي من مالها دينار ولا دهم “.
وكان في مسير له في بلاد فارس فسمع الناس يتحدثون عن شئونهم بأبلغ كلام فقال لأنس بن مالك: ” ما أبطأ الناس عن الآخرة هلم بنا نذكر ربنا “.
7_ حياؤه من الله : كان حياؤه من الله مضرب الأمثال فقد كان من شدة حيائه يغتسل في البيت المظلم فيحني ظهره ولا ينتصب قائما حتى يأخذ ثوبه حياء من الله وكان إذا نام لبس ثيابا ثقيلة مخافة أن تنكشف عورته .
ورأى يوما قوم يقفون في الماء بغير ازأر فقال :” لأن أموت ثم أنشر ثم أموت ثم أنشر أحب إلي من أن أفعل هذا “.
8_ صدقه : كان رحمه الله حريصا كل الحرص على الصدق ذكر أنس بن مالك رضي الله عنه وكان من المقربين له :” أن أبا موسى قال له جهزني يوم كذا فإني خارج فقال أنس فجعلت أجهزه فجاء ذلك اليوم ولم يكتمل جهازه وقد بقي شئ لم أفرغ منه فقال يا أنس إني خارج فقلت لم أفرغ بعد من بقية جهازك فقال إني قلت لأهلي إني خارج يوم كذا وإني إن كذبت أهلي كذبوني وإن خنتهم خانوني وإن أخلفتهم أخلفوني “.
9_ إنكاره لذاته : عندما أحس بدنو أجله قال لأبنائه :” إذا أنا مت فلا تؤذنوا بي أحد وإذا انطلقتم بجنازتي فأسرعوا المشي ولا تتبعوني بصوت ولا نار ولا تجعلوا في لحدي شيئا يحول بيني وبين التراب”.
11_ موقفه في الفتن : لما حدثت الفتنه بعد مقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه كان موقفه أنه لا يريد أن يشارك في إراقة دماء المسلمين وذكر أحاديث رسول الله ” أنها ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الراكب ” .
ولما كان التحكيم طلب الإمام على كرم الله وجهه أبا موسى ليكون نائبا عنه لما يعلم من سعة علمه ورجاحة عقله قائلا له :” يا أبا موسى احكم ولو على حز رقبتي “.
وفاته :
لما أحس أبو موسى بدنو أجله وأنه أشرف على الموت قال لأولاده اذهبوا فاحفروا وأوسعوا وأعمقوا فوالله إنها لإحدى منزلتين إما ليوسعن الله على قبري حتى يكون كل زاوية فيه أربعين ذراعا ثم يفتح لي بابا إلى الجنة أو لو كانت الأخرى نعوذ بالله منها ليضيقن علي حتى أكون في أضيق من القناة في الزج ثم يفتح لي بابا إلى جهنم “.
وفي صباح أحج أيام ذي الحجة نزلت الملائكة الكرام على بيت متواضع فقبضت روح العالم الرباني المجاهد أبا موسى الأشعري رضي الله عنه .
من أقواله :
قال لامرأته : “شدي رحلك فليس على جسر جهنم معبر ”