الجاهزية وسرعة الاستجابة
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
“قال مجاهد رضي الله عنه ﴿إذا دعاكم لما يحييكم﴾: هو هذا القرآن فيه الحياة والنجاة والعصمة في الدنيا والآخرة.
وقال عروة بن الزبير رضي الله عنه ﴿إذا دعاكم لما يحييكم﴾ أي للحرب التي أعزكم الله بها بعد الذل، وقوّاكم بها بعد الضعف، ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم” (السيوطي).
“وقيل: إن القوم لما دُعُوا إلى القتال والجهاد وكانوا في غاية الضعف والقلة خافت قلوبهم وضاقت صدورهم فقيل لهم: قاتلوا في سبيل الله تعالى إذا دعيتم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه فيبدل الخوف أمناً والجبن جرأة. وَأَنَّهُ أي الله عز وجل إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ لا إلى غيره فيجازيكم بحسب مراتب أعمالكم التي لم يخف عليه شيء منها فسارعوا إلى طاعته وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالغوا في الاستجابة، وقيل: المعنى إنه تحشرون إليه تعالى دون غيره فيجازيكم فلا تألوا جهدًا في انتهاز الفرصة، أو المعنى أنه المتصرف في قلوبكم في الدنيا ولا مهرب لكم عنه في الآخرة فسلموا الأمر إليه عز شأنه ولا تحدثوا أنفسكم بمخالفته” (الألوسي).
يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله: “إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يدعوهم إلى ما يحييهم. إنها دعوة إلى الحياة بكل صور الحياة ومعانيها. إنه يدعوهم إلى عقيدة تحيي القلوب والعقول, وتطلقها من الخضوع المذل للأسباب الظاهرة, ومن العبودية لغير الله والمذلة للعبيد أو للشهوات سواء. ويدعوهم إلى شريعة من عند الله; تعلن تحرر الإنسان وتكريمه بصدورها عن الله وحده, ووقوف البشر كلهم صفاً متساوين في مواجهتها; لا يتحكم فرد في شعب, ولا طبقة في أمة, ويدعوهم إلى القوة والعزة والاستعلاء بعقيدتهم ومنهجهم, والثقة بدينهم وبربهم, والانطلاق في الأرض كلها لتحرير الإنسان بجملته; وإخراجه من عبودية العباد إلى عبودية الله وحده; وتحقيق إنسانيته العليا التي وهبها له الله, فاستلبها منه الطغاة، حتى إذا أصابهم الموت في هذا الجهاد كان لهم في الشهادة حياة” (الظلال).
مفهوم الجاهزية:
الجاهزية أساساً مصطلح عسكري يستخدم للدلالة علي درجة الاستعداد وحالة التأهب للوحدات أفراداً ومعدات؛ وتم نقل المصطلح من العلوم العسكرية إلي العلوم الإدارية للدلالة علي درجة استعداد المؤسسات والهيئات والمنظمات للتغير وقابليتها للتطور وقدرتها علي الاستجابة للفرص والمخاطر واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، و كيفية سد النقص في الأداء ليكون بالمستوى الذي حدد مسبقاً. وتم استخدامه في ميدان الدعوة و التربية للدلالة علي درجة استعداد الأفراد لإنجاز المهام والتكليفات الدعوية و استعدادهم للتضحية من أجل القيم والمبادئ التي يؤمنون بها.
مفهوم سرعة الاستجابة:
سرعة الاستجابة ثمرة من ثمار الجاهزية أو مظهر من مظاهرها، وهي تصف الزمن الذي يفصل بين تلقي التكليف والشروع في تنفيذه، أو الشعور بتهديد ما والشروع في التعامل معه. وكلما كان هذا الزمن قليلا دل علي استجابة سريعة، وكلما كانت الاستجابة أسرع دلت علي درجة أعلي من الجاهزية.
نماذج في الجاهزية وسرعة الاستجابة:
• حمراء الأسد: من النماذج الرائعة للجاهزية وسرعة الاستجابة؛ فقد انطلق الصحابة رضوان الله عليهم عشية هزيمتهم في أحد يلاحقون عدوهم وأغلبهم جرحي يتحامل بعضهم علي بعض استجابة لأمر رسول الله صلي الله عليه وسلم، وهو الأمر الذي غير النتيجة النهائية للمعركة فجعل قريش تنسحب ويعود المسلمون منتصرين رغم فداحة المصاب و عظم التضحيات. قال ابن إسحاق: “كان أحُد يوم السبت للنصف من شوال، فلما كان الغد يوم الأحد سادس عشر من شوال: أذّن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس بطلب العدو، وأن لا يخرج معنا إلا من حضر بالأمس، فاستأذنه جابر بن عبد الله في الخروج معه فأذن له، وإنما خرج مرهباً للعدو، وليظنوا أن الذي أصابهم لم يوهنهم عن طلب عدوهم، وعن عائشة رضي الله عنها قالت لعروةَ: يا ابنَ أُخْتي، كانَ أَبَوَاكَ منهم الزبير وأبو بكر، لمَّا أَصاب نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم ما أَصاب يوم أُحد، فانصرف عنه المشركون خاف أَن يرجعوا، فقال: مَنْ يذهب في إِثْرِهِم؟ فانتدب منهم سبعون رَجُلا، قال: كان فيهم أبو بكر والزُّبَيْرُ (رواه البخاري). وفي رواية: قال عُروة: قالت لي عائشةُ: أَبَوَاكَ واللهِ من الذين استجابوا للهِ والرسولِ من بعد ما أصابهم القَرْحُ، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾(آل عمران:172- 175).
• غسيل الملائكة: كانت الليلة التي سبقت غزوة أحد هي ليلة زفاف حنظلة بن أبي عامررضي الله عنه علي عروسه جميلة بنت عبد الله بن أبيَّ بن سلول؛ فلما دعا داعي الجهاد كان حنظلة جاهزاً للجهاد والشهادة في سبيل الله لم تشغله عروسه عن غايته؛ وقد أعجلته استجابته السريعة عن الاغتسال من الجنابة؛ وفي المعركة أبلي بلاءً حسناً، وكاد أن يقتل أبا سفيان قائد جيش قريش حينذاك لولا أن الله اختاره شهيداً بيد شداد بن الأسود. وقد غسلته الملائكة كما هوثابت في السنة المطهرة. فعن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: “إني رأيت الملائكة تغسل حنظلة بن أبي عامر بين السماء والأرض بماء المزن في صحاف الفضة” قال: فذهبنا فنظرنا إليه فإذا رأسه يقطر ماء. ولما سئلت زوجته عن ذلك قالت: خرج وهو جنب لما سمع الهيعة (منادي الجهاد)، فقال صلى الله عليه وسلم: “لذلك غسلته الملائكة”.
• عند تحريمِ الخمرِ : روي البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال: “كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة، فنزل تحريم الخمر، فأمر الرسول صلي الله عليه وسلم منادياً فنادى، فقال أبو طلحة: اخرج فانظر ما هذا الصوت، قال: فخرجت فقلت: هذا مناد ينادي ألا إن الخمر قد حرمت، فقال لي: اذهب فأهرقها، قال : فجَرَت في سكك المدينة” .
• عند تحويل القبلة : عن البراء رضي الله عنه: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً، أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى، أو صلاها، صلاة العصر وصلى معه قوم” فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون، قال: أشهد بالله، لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت”(البخاري) وعن ابن عمر رضي الله عنهما، بينما الناس في الصبح بقباء، جاءهم رجل فقال: “إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أُنزل عليه الليلة قرآن، وأمر أن يستقبل الكعبة، ألا فاستقبلوها، وكان وجه الناس إلى الشام، فاستداروا بوجوههم إلى الكعبة” (البخاري).
• عند تحريم لحوم الحمر الأهلية : عن أنس رضي الله عنه، قال صبَّح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر، وقد خرجوا بالمساحي على أعناقهم، فلما رأوه قالوا: هذا محمد والخميس… محمد والخميس، فلجئوا إلى الحصن، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال: “الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم، فساء صباح المنذرين”، وأصبنا حُمُراً، فطبخناها، فنادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحُمُر، فأكفئت القدور بما فيها” (البخاري).
• عند نزول آية الحجاب: عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: “لما نزلت هذه الآية وليضربن بخمرهن على جيوبهن أخذ نساء الأنصار إزارهن فشققنه من نحو الحواشي فاختمرن به”وعنها أنها قالت: (يَرْحَمُ اللَّهُ نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلَ ..لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ شَقَّقْنَ مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهَا)(البخاري) وفي رواية لابي دواد عنْ أُمِّ سَلَمَة رضي الله عنها َانها قَالَتْ لَمَّا نَزَلَتْ ﴿يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ﴾ خَرَجَ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِنَّ الْغِرْبَانَ مِنَ الْأَكْسِيَةِ.
• جاهزية الاخوان: امتدت جاهزية الإخوان طوال تاريخهم إلي المجالات المختلفة؛ فاستجابوا لداعي الجهاد ضد اليهود في فلسطين، ومقاومة المحتل البريطاني علي ضفاف القناة في مصر، والوقوف في صف الشعب المصري في ثورة يناير وحماية الثورة في أحرج مراحلها في موقعة الجمل، والوقوف في وجه الانقلاب العسكري رغم التضحيات الكبيرة والإصرار علي مواصلة الطريق رغم العقبات.
وامتدت جاهزيتهم إلي المجال العلمي والاجتماعي وخدمة المجتمع من خلال مؤسسات اجتماعية كثيرة كالمدارس والجمعيات والمستشفيات والكتاتيب ولجان الزكاة وغيرها وامتدت إلي الجانب السياسي من خلال تقديم كفاءات سياسية لإدارة الدولة.
يقول سمير العركى: “ما حدث عقب ثورة 25 يناير من هرولة فصائل التيار الإسلامي إلى تأسيس أحزاب سياسية, والاشتراك في أول انتخابات شهدتها مصر بعد الثورة يفرض اعتذاراً واجباً للإخوان المسلمين من قبل بقية فصائل التيار الإسلامي التي ظلت لعقود طويلة ترفض العمل السياسي وتُحرم تأسيس الأحزاب, وترى الأمر برمته مجرد ملهاة لهدر الوقت وإضاعة الجهود وتشتيت الأولويات وصرف الأنظار عن البدائل الأخرى،هذه الرؤية ظلت تحكم تفكير التيار الإسلامي, عدا الإخوان المسلمين الذين ظلوا يغردون وحدهم ومصرين على قناعتهم الفكرية, رغم ما نالهم من الأذى اللفظي من داخل الحركة نتيجة هذا الإصرار على جدوى العمل السياسي، وقد أفادت هذه التجربة الإخوان كثيراً من حيث تربية وإعداد الكوادر السياسية تربية واقعية وسط المعمعة, كما أنها أفرزت جيلاً داخل الجماعة عركته المعارك السياسية والتجارب البرلمانية بحيث تحول الآن إلى ما يسمى بـ “رجل الدولة”, وهى ميزة قد لا تتوفر لغيرهم كثيراً”.
خطوات نحو الجاهزية:
• التخفف من الدنيا: أخرج البخاري في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:”أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْكِبِي فَقَالَ:” كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ” وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ:” إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ”. ويقول ابن القيم: “ما تأخر من تأخر إﻻ بسبب حبه للدنيا والركون إليها وحب مدح الناس له فإذا زهد في ذلك تأخرت عنه العوارض”. دخل هشام بن عبدالملك الخليفة الأموي المسجد الحرام فوجد سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم فقال سلني حاجة فقال اني لأستحي من الله أن أسأل في بيته غيره. فلما خرجوا قال له الآن سلني حاجتك ، فقال سالم من حوائج الدنيا أم اﻵخرة ؟ قال بل الدنيا قال سالم: والله ما سألتها ممن يملكها أفسألها ممن لا يملكها؟.
• استحضار الأجر وتذكر الآخرة: “كَانَتْ الْأَنْصَارُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ تَقُولُ: نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا عَلَى الْجِهَادِ مَا حَيِينَا أَبَدَا فَأَجَابَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَهْ فَأَكْرِمْ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَه”(سيرة ابن هشام)، وقال الحسن البصري رحمه الله :”من نافسك في الآخرة فنافسه ومن نافسك في الدنيا فألقها في وجهه”.وأخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ” بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا.”وأخرج الحاكم في مستدركه من حديث ابن عباس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:” اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك”.
• مخالطة ذوي الهمم العالية: قال ابن الجوزي رحمه الله: “العجب ممن يترخص في المخالطة، وهو يعلم أن الطبع لص يسرق من المخالط، وإنما ينبغي أن تقع المخالطة للأرفع والأعلى في العلم والعمل ليُستَفاد منه” (صيد الخاطر). قال صاحب الكلم الطيب: “من توفيق الله للإنسان أن يكون بين قوم صالحين، إن أمر بمعروف آزروه، وإن نهى عن منكر أعانُوه، وإن احتاج إلى شيء من الدنيا ساعدوه، وإن مات دعوا له وشيعوه”. قال الحسن البصري: “أربعٌ من حصل عليها واجتمعت عنده اجتمع له خير الدنيا والآخرة: امرأة صالحة عفيفة، وصديقٌ موافق على طاعة الله، ومال من حلال واسع ينفقه في مراضي الله، وعمل صالح”. يقول عمر السبع: “الهمة هي رأس مال العبد، وأكبر عوامل نجاحه، فمن الناس من تناطح همته السحاب، ومنهم من غارت همته في حضيض الأرض، وهذا العلو والسفول يكون وفق عوامل عدة، من أهمها الصحبة. فمن صادق الأخيار أولي الهمم العالية وذوي الأهداف السامية، علت همته وارتقت، وأما من صادق أهل الشرور، أو أصحاب الاهتمامات الوضيعة، والأهداف التافهة؛ سفلت همته، كالنسر يقع على الجيف”.
• ترتيب شئونه المختلفة: إن استعداد الإنسان بترتيب أموره وأحوال بيته وعمله وسداد ديونه، وإسناد أعماله إلي من يخلفه فيها، وكتابة وصيته وغير ذلك يجعله جاهزاً لتلبية النداء سريعاً ويطرد عنه الوساوس والهواجس التي تدعوه إلي التراخي والتسويف ليرتب أحواله ويجهز نفسه حتي يفوته الركب.
الواجب العملي :
• عدد بعض المواقف التى مارست فيها سرعة الاستجابة وقم بغرسها فيمن حولك لزيادة الحراك الثورى لكسر الانقلاب، حدد لنفسك مستهدفاً تصل إليه.