– المجلس الثاني القرآن الكريم :-الفرقان (67-71)
وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا [67] وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا [68] يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا [69] إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [70] وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا [71]
1- (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا , وكان بين ذلك قواما). .
وهذه سمة الإسلام التي يحققها في حياة الأفراد والجماعات ; ويتجه إليها في التربية والتشريع , يقيم بناءه كله على التوازن والإعتدال .
والمسلم – مع اعتراف الإسلام بالملكية الفردية المقيدة – ليس حرا في إنفاق أمواله الخاصة كما يشاء – كما هو الحال في النظام الرأسمالي , وعند الأمم التي لا يحكم التشريع الإلهي حياتها في كل ميدان . إنما هو مقيد بالتوسط في الأمرين الإسراف والتقتير . فالإسراف مفسدة للنفس والمال والمجتمع ; والتقتير مثله حبس للمال عن انتفاع صاحبه به وانتفاع الجماعة من حوله فالمال أداة اجتماعية لتحقيق خدمات اجتماعية . والإسراف والتقتير يحدثان اختلالا في المحيط الاجتماعي والمجال الاقتصادي , وحبس الأموال يحدث أزمات ومثله إطلاقها بغير حساب . ذلك فوق فساد القلوب والأخلاق .
والإسلام وهو ينظم هذا الجانب من الحياة يبدأ به من نفس الفرد , فيجعل الاعتدال سمة من سمات الإيمان:
(وكان بين ذلك قواما). .
وسمة عباد الرحمن بعد ذلك أنهم لا يشركون بالله , ويتحرجون من قتل النفس , ومن الزنا . تلك الكبائر المنكرات التي تستحق أليم العذاب:
5 – (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر , ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق , ولا يزنون . ومن يفعل ذلك يلق أثاما . يضاعف له العذاب يوم القيامة , ويخلد فيه مهانا . إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا , فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات , وكان الله غفورا رحيما . ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا).
وتوحيد الله أساس هذه العقيدة , ومفرق الطريق بين الوضوح والاستقامة والبساطة في الاعتقاد ; والغموض والالتواء والتعقيد , الذي لا يقوم على أساسه نظام صالح للحياة .
والتحرج من قتل النفس – إلا بالحق – مفرق الطريق بين الحياة الاجتماعية الآمنة المطمئنة التي تحترم فيها الحياة الإنسانية ويقام لها وزن ; وحياة الغابات والكهوف التي لا يأمن فيها على نفسه أحد ولا يطمئن إلى عمل أو بناء .
والتحرج من الزنا هو مفرق الطريق بين الحياة النظيفة التي يشعر فيها الإنسان بارتفاعه عن الحس الحيواني الغليظ , ويحس بأن لالتقائه بالجنس الآخر هدفا أسمى من إرواء سعار اللحم والدم , والحياة الهابطة الغليظة التي لا هم للذكران والإناث فيها إلا إرضاء ذلك السعار .
ومن أجل أن هذه الصفات الثلاثة مفرق الطريق بين الحياة اللائقة بالإنسان الكريم على الله ; والحياة الرخيصة الغليظة الهابطة إلى درك الحيوان . . من أجل ذلك ذكرها الله في سمات عباد الرحمن . أرفع الخلق عند الله وأكرمهم على الله . وعقب عليها بالتهديد الشديد: (ومن يفعل ذلك يلق أثاما)أي عذابا . وفسر هذا العذاب بما بعده(يضاعف له العذاب يوم القيامة . ويخلد فيه مهانا). . فليس هو العذاب المضاعف وحده , وإنما هي المهانة كذلك , وهي أشد وأنكى .
ثم يفتح باب التوبة لمن أراد أن ينجو من هذا المصير المسيء بالتوبة والإيمان الصحيح والعمل الصالح: (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا)ويعد التائبين المؤمنين العاملين أن يبدل ما عملوه من سيئات قبل التوبة حسنات بعدها تضاف إلى حسناتهم الجديدة: (فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات). وهو فيض من عطاء الله لا مقابل له من عمل العبد إلا أنه اهتدى ورجع عن الضلال , وثاب إلى حمى الله , ولاذ به بعد الشرود والمتاهة . (وكان الله غفورا رحيما). .
وباب التوبة دائما مفتوح , يدخل منه كل من استيقظ ضميره , وأراد العودة والمآب . لا يصد عنه قاصد , ولا يغلق في وجه لاجى ء , أيا كان , وأيا ما ارتكب من الآثام .
روى الطبراني من حديث أبي المغيرة عن صفوان بن عمر عن عبد الرحمن بن جبير عن أبي فروة , أنه أتى النبي [ ص ] فقال:أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها ولم يترك حاجة ولا داجة , فهل له من توبة ? فقال:” أسلمت ? ” فقال:نعم . قال:” فافعل الخيرات واترك السيئات , فيجعلها الله لك خيرات كلها ” قال:وغدراتي وفجراتي ? قال:” نعم ” . فما زال يكبر حتى توارى .
ويضع قاعدة التوبة وشرطها:(ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا). . فالتوبة تبدأ بالندم والإقلاع عن المعصية , وتنتهي بالعمل الصالح الذي يثبت أن التوبة صحيحة وأنها جدية . وهو في الوقت ذاته ينشئ التعويض الإيجابي في النفس للإقلاع عن المعصية . فالمعصية عمل وحركة , يجب ملء فراغه بعمل مضاد وحركة , وإلا حنت النفس إلى الخطيئة بتأثير الفراغ الذي تحسه بعد الإقلاع . وهذه لمحة في منهج التربية القرآني عجيبة , تقوم على خبرة بالنفس الإنسانية عميقة . ومن أخبر من الخالق بما وبعد هذا البيان المعترض يعود إلى سمات (عباد الرحمن):
الحديث الشريف :- فضل القرآن الكريم
أحاديث في فضل القرآن الكريم
أحاديث الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم في فضل القرآن الكريم وثواب قراءته.
أهل القرآن هم أهل الله
عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القران أهل الله وخاصته). (صحيح الجامع2165)
حديث أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه). (صحيح مسلم)
صاحب القرآن يرتقى في درجات الجنة بقدر ما معه من القرآن
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القران اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها). (صحيح الجامع8122)
القرآن يقدم صاحبه عند الدفن
حديث جابر رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول : أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟ فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد. (صحيح البخاري)
نزول الملائكة والسكينة والرحمة للقرآن وأهله
حديث أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده). (صحيح مسلم)
مضاعفة ثواب قراءة الحرف الواحد من القرآن أضعافاً كثيرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) حرف ولكن : ألف حرف ولام حرف ، وميم حرف). (صحيح الجامع 6469)
إكرام حامل القرآن من إجلال الله تعالى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط ) . (حسن) (صحيح الجامع 2199)
صاحب القرآن يلبس حلة الكرامة وتاج الكرامة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يجيء صاحب القرآن يوم القيامة ، فيقول : يا رب حله ، فيلبس تاج الكرامة . ثم يقول : يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ، ثم يقول : يا رب ارض عنه ، فيقال اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة ) .(حسن) (صحيح الجامع8030)
القرآن يرفع صاحبه
قال عمر : أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال : ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين ) . (صحيح مسلم)
(يرفع بهذا الكتاب): أي بقراءته والعمل به (ويضع به) : أي بالإعراض عنه وترك العمل بمقتضاه.
خيركم من تعلم القرآن وعلمه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). (صحيح البخاري)
وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن
قال طلحة بن مصرف : سألت عبد الله بن أبي أوفى : هل كان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى ؟ فقال : لا . فقلت : كيف كتب على الناس الوصية أو أمروا بالوصية ؟ قال : ( أوصى بكتاب الله) . (صحيح البخاري)
قال الحافظ : قوله ( كيف كتب على الناس الوصية ) أو كيف ( أمروا بالوصية ) أي كيف يؤمر المسلمون بشيء ولا يفعله النبي صلى الله عليه وسلم.
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لتلاء القرآن بالرحمة
حديث ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل قبراً ليلاً . فأسرج له سراج فأخذه من قبل القبلة وقال : ( رحمك الله إن كنت لأواهاً تلاء للقرآن ) وكبر عليه أربعاً. (قال الترمذي : حديث حسن)
فضل حافظ القرآن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ، ريحها طيب وطعمها طيب . ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة ، لا ريح لها وطعمها حلو . ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ، ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ، ليس لها ريح وطعمها مر). (البخاري ومسلم)
فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام ، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده ، وهو عليه شديد فله أجران) . (البخاري ومسلم)
حفظ القرآن خير من متاع الدنيا
عن عقبة بن عامر الجهني قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال : ( أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان والعقيق فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين بغير إثم بالله ولاقطع (قطيعة) رحم ؟ ) قالوا : كلنا يا رسول الله ، قال : (فلئن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خيرا له من ناقتين وإن ثلاث فثلاث مثل أعدادهن من الإبل). رواه مسلم
السيرة :- غزوة الاحزاب (2)
المعاناة التي عاناها الصحابة في غزوة الأحزاب
الوقفة الثانية أقفها: هذه المعاناة التي عاناها صحابة رسول الله في غزوة الأحزاب والتي يقول فيها الله -جل وعلا – (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَـاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً)( ) ابتلي المؤمنون، والابتلاء والامتحان سنة -أيها الأحباب- من سنن الله -جل وعلا – والابتلاء والامتحان لا بد للمؤمنين أن يبتلوا (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ)( ) (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)( ).
الابتلاء والامتحان سنة من سنن الله في الدعاة، فأقول: -أيها الدعاة،أيها المؤمنون- إننا نعيش في زمن كثرت فيه الفتن والمحن، وإن الابتلاء قادم، بل نحن نعيش الآن أشد أنواع الابتلاء في عقيدتنا، وفي بلادنا، المسلمون يُقتَّلون في مشارق الأرض ومغاربها،المسلمون تنتهك أعراضهم، وتسلب ديارهم وأموالهم، أليست هذه فتنة؟ فيا أحبتي الكرام: لنكن على مستوى المسئولية، لنكن كصحابة رسول الله، في غزوة الأحزاب، صمدوا وصبروا وجاهدوا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)( ).
اتحاد قوى الكفر ضد الإسلام
أيضا من الوقفات: أن قوى الشر، والكفر، مهما ظهر بينها من خلاف فإنها سرعان ما تتحد ضد الإسلام، وتنسى ما بينها من خلاف وتفرق، وهذا الأمر رأيناه رأي العين: غطفان، بنو أسد، اليهود، كفار قريش، بنو سلمة، فزارة، كلهم اجتمعوا وهم أعداء لحرب رسول الله إذن لا غرابة أن يجتمع أعداء الله من مشارق الأرض ومغاربها، إذا كان الأمر يتعلق بحرب الإسلام.
إنهم يختلفون، ويتقاتلون، ويتناحرون فيما بينهم (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى)( ) ولكنهم يتفقون يدا واحدة، ويرمون عن قوس واحدة، إذا تعلق الأمر بالإسلام والمسلمين والتاريخ يعيد نفسه.
قصة علي بن أبي طالب مع عمرو بن عبد ود
وقفة أخرى من هذه الوقفات في هذه الغزوة: وقفة علي بن أبي طالب مع عمرو بن عبد ود، وقفة أقفها يا أحبتي الكرام، فأقول: لما قفز عمرو بن عبد ود من فوق الخندق، ومعه بعض المشركين كعكرمة بن أبي جهل، قبل أن يسلم قال من يبارز؟ فخرج له علي بن أبي طالب ومعه بعض الصحابة، تصوروا عمرو بن عبد ود بطل من أبطال قريش، زعيم من زعماء قريش إذا أرادت النساء أن تخوف أطفالها، وهم صغار قالوا لهم: جاءكم عمرو بن عبد ود.
النساء تخوف أطفالها بعمرو بن عبد ود، ما هزم في معركة قط، ما قاتل في معركة إلا انتصر، وما بارز رجلا إلا صرعه، ومن برز له؟ علي بن أبي طالب شاب عمره لا يزيد عن خمس وعشرين سنة، لما رآه عمرو بن عبد ود رأى عليا وهو يعرف عليا شابا، جاء يمشي على قدميه، وعمرو بن عبد ود قد ركب فرسه وأسلط سيفه، فلما رأى عليا، عطف عليه وقال: يا ابن أخي، أولا -عفوا دعاه علي ابن أبي طالب إلى الإسلام، فلم يستجب، فدعاه إلى المبارزة، قال له: أريد أن أبارزك فقال عمرو بن عبد ود: يا ابن أخي، والله إنني لا أحب أن أقتلك.
ما عنده مشكلة في قتل علي، لكنه عطف على علي شاب صغير أن يقتل عليا فقال: والله يا ابن أخي، إنني لا أحب أن أقتلك، أريد واحدا كبيرا، فماذا رد عليه علي بن أبي طالب؟ قال له: أشكرك على هذا الموقف العاطفي، قال له: ولكنني أنا والله، أحب أن أقتلك، فحمي عمرو بن عبد ود، وانتفخت أوداجه، وارتفعت معنويته، وعقر فرسه، ونزل منه وتصارعا، وتجاولا وطار الغبار، فإذا صيحة الله أكبر، وإذا رأس عمر بن عبد ود على سيف علي: الله أكبر، الله أكبر.