يشعر الآباء والأمهات بسعادة لا توصف وهم يرون براعمهم الصغيرة تنمو وتكبر أمام عيونهم، فيراقبون بحذر تقدمهم نحو الاستقلالية والاعتماد على النفس استعدادا لدخول عالم الكبار .
يغامر البعض من الأهل بمنح أبنائهم مزيدا من الثقة ليس لثقتهم المطلقة بهم وبقدراتهم على التعامل مع المواقف الحياتية المتنوعة ، ولكن لقناعتهم بأنهم مبدعون في كيفية التعامل مع الأبناء وقدرتهم على امتلاك زمام الأمور ، وبالمقابل لا يتجرأ البعض الآخر من الآباء على منح هذه الثقة ، ويراودهم دائما شعور بالضيق والقلق ، ويعجزون عن تقبل الكم الهائل من التغيرات في نمو شخصية أبنائهم .
وطد علاقتك بابنك
عزيزي الأب لا بد أن تحرص على تقوية العلاقة بينك وبين ابنك وأن تعمل على مراعاة التغيرات الحرجة التي يمر بها حتى لا تقع في الأخطاء التي تؤدي بالمراهق ما لا يحمد عقباه
إليك أساليب التعامل اﻷكثر نجاحا وفعالية :
علماء
التربية يقولون أن هذه الأساليب تتبع في التعامل مع المراهق وأرى أنه يجب التعامل
بها مع جميع المراحل :
اتبع
لمسات أبوية حانية – كلمات طيبة – التشجيع – البعد عن السخرية – تقديم بعض الهدايا
– الشفقة والرحمة – الرفق والابتعاد عن القسوة – المجالسة والمصارحة والحوار
الفردي وهنا يجب أن تراعي الزمان والمكان وإعطاء المراهق فرصة للحديث وابداء الرأي
وحاول بقدر المستطاع أن لا تقاطعه أنصت له باهتمام وابتعد عن التشنج والتأنيب
والزجر والوعيد والتهديد.
ابتعدوا عن الفوقية والتسلط عند الحديث واحرصوا على أن يكون أسلوبكم في النقاش أو الحوار مع ابنكم المراهق هو الإقناع بكل هدوء وتوضيح الخطأ بشكل غير مباشر – تجنب النظر إلى عينيه – تجنب التعليق على لباسه – اشغل وقت فراغه من خلال إشراكه في المراكز الصيفية والترفيهية.
كلفه ببعض الأعمال المنزلية – امنحه الثقة بنفسه – دعه يرافقك في زياراتك – راقب أصدقاءه ولكن عن بعد – ابتعد عن إحراجه أمام زملائه أو أصدقائه – شجعه على دعوة أصدقائه في منزلك حتى تتعرف على أصدقائه وسلوكهم ولكن عن بعد خذ الحذر من القرب منه لكي لا يشعر بأنه مراقب.
الصبر على تربية الأبناء
وهنا
أختم بقوله تعالى :
(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ
أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) ( الفرقان : ٧٤ ) .
أحبتي
لا بد من التحلي بالصبر ثم الصبر ف جميع مراحل التربية وخاصة المراهقة التي تعتبر من أخطر المراحل العمرية التي يمر بها
الفرد.
واحرصوا على الدعاء لله بأن يخرج أبناءكم من هذه المرحلة بسلام، وادعوه بأن يحفظ لكم أبناءكم من الانحرافات الأخلاقية ومشاكل وقضايا هذا العصر التي لا تنتهي، أبناؤنا المراهقون هم المستهدفون في جميع المجتمعات ودائما هم الضحية .. وفقكم الله لما يحب ويرضى وحفظ لكم الأبناء الأعزاء من كل مكروه .