لقبول الدعاء شروط أساسية من القرآن والسنة وهي:
أولاً: الإخلاص في الدعاء:
الدعاء مخ العبادة ويشترط فيه الإخلاص, يقول الله تبارك وتعالى:” وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ” ( البينة: 5)، وقال عز وجل: ” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ” (البقرة: 186)، ولقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحسن الظن بالله عند الدعاء فقال صلى الله عليه وسلم:” ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ” (رواه الترمذي).
ثانياً: حضور القلب:
لا يقبل الله عز وجل دعاء من قلب غافل لاه، يقول الله تبارك وتعالى: ” وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الجَهْرِ مِنَ القَوْلِ بِالْغُدُوّ وَالآصَالِ وَلاَتَكُن مِّنَ الغَافِلِينَ “(الأعراف: 205) ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:”اعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه” , وفي رواية أخرى….فإن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل.
ثالثاً: التضرع والخفية والخوف والرجاء:
يقول الله سبحانه وتعالى :” ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ” (الأعراف: 55) , ويقول عز وجل:” ادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين ” (الأعراف:56) , ولقد نادى سيدنا زكريا ربه نداء خفيا, ويستنبط من ذلك وجوب الخشوع والتضرع والرجاء في الدعاء.
رابعا: الدعاء بالخير وعدم استعجال الإجابة:
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لا يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل ويقول: دعوت فلم يستجب لي” و قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:” يستجاب لأحدكم ما لم يُعجل، ويقول دعوت فلم يستجب لي “( البخاري ومسلم )
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما على الأرض مسلم يدعو بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم “( رواه الترمذي
خامساً: الكسب الحلال:
لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بذلك فقال: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ”( البقرة: 168 )، ولقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من بين شروط قبول الدعاء أكل الحلال الطيب، فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه قال: تليت هذه الآية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” يأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا”، فقام سعد بن أبى وقاص، فقال يا رسول الله: ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة، فقال له:”يا سعد أطب مطعمك تستجب دعوتك، والذي نفسي بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل من أربعين يوماً، وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به ” ( أخرجه ابن مردويه ) كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:” يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلاّ طيبا، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى:” يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَات وَاعْمَلُوا صَالِحاً ” وقال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ”، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء ويقول: يا رب يا رب ومطعمه من حرام، ومشربه من حرام، وملبسه من حرام،وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له “(أخرجه البخاري ومسلم )
سادسا: اقتران الدعاء بالعمل:
لقد ورد في آيات الدعاء في آخر سورة آل عمران اقتران الدعاء بالعمل , فقال الله تبارك وتعالى: “فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّنْ بَعْضٍ ” ( آل عمران: 195 ). وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل”.
فإذا التزم المسلم بهذه الآداب والشروط إن شاء الله سوف يتقبل منه الدعاء مع المواظبة عليه ولاسيما في الأوقات الآتية: في الثلث الأخير من الليل وبين الأذان والإقامة ويوم الجمعة وفي السجود وفي دبر كل صلاة ووقت الغروب ويوم عرفة.