يحكى الاستاذ عمر التلمسانى فى كتابه ” ذكريات لا مذكرات ”
ومرة كنت أؤدى فريضة الحج وفى ( جده ) قابلنى الأخ ( م .ص) وما يزال حيا أطال الله فى حياته وقال : إن كبيرا يريد مقابلتى ليس من الأسرة السعودية وإن كان له بها صلة فرحبت مؤملا فى خير للدعوة وتحدد الميعاد وذهبت قبل ا لميعاد بخمس دقائق وهى عادتى فى كل مواعيدى لا بد من الذهاب الى الموعد متقدما خمس دقائق على الأقل وحل الميعاد واستدعى الكبير سكرتيره ودعانى للدخول فوجدت أحد أبناء المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود موجودا معه ولم يتحرك الرجل من مكانه حتى وصلت اليه أمام كرسيه فوقف ولعله فعل ذلك محرجا وسلم وقد كنت ألبس شبشبا وجلبابا أبيض غير وجيه .وجلس الكبير يتحدث عن الدعوة الاسلامية ثم عرج على مجلة الدعوة وكانت لم تصدر بعد وقال : إنه يريد تدعيمها فأدركت هدفه وقلت له مقاطعا : سيادتكم طلبتم مقابلتى كداعية لا كجاب ولو كنت أعلم أنك ستتحدث معى فى مسألة نقود كنت اعتذر عن المقابلة ولذلك أرجو أن تسمح لى سيادتكم بالانصراف فتلقى الرجل هذه الغضبة فى هدوء وقال : لم أقصد ما ذهبت اليه ولكنى كمسلم أردت تدعيم عمل إسلامى ولما انتهت المقابلة خرج والكبير الآخر معى حتى أوصلانى الى باب المصعد ولما ينصرفا إلا بعد أن أخذ المصعد فى النزول .
********
وأذكر كذلك مرة أننى ذهبت الى أحد بلاد المنطقة العربية بمناسبة افتتاح موسم ثقافى وبعد ما تحدثت فى حوالى عشرة أمكنة جاءنى أحد الرسميين ومعه ظرف به خمسة وعشرون ألف درهم فقلت : ما هذا ؟ وظن الرجل أننى أستصغر المبلغ فقال : إن غيرك يأخذ نصف هذا المبلغ فقلت له : إنك فى واد وأنا فى واد آخر أنا لا آخذ أجرا على كلمة ألقيها فى سبيل الله وإن كان لا بد من دفع هذا المبلغ فضعه فى بنك من البنوك لحساب مجاهدى أفغانستان الأبرار . وطلبت بعض الصحف أن أكتب فيها متواصلا بأجر فرفضت لأنى لست صحفيا أولا .. وسواءأكنت مصيبا أو مخطئا فإنه أفضل دائما أن يكون كلام الدعاة بلا مقابل فذلك أدعى لاحترامهم وأدعى أن يكون الكلام يبتغى وجه الله والله من وراء النية و القصد .