مهارة إجادة التعامل مع الناس
تحتاج إلى مهارات مختلفة :
ولعل من أهم هذه المهارات هي مهارة التأثير في البشر، فيمكن من خلالها تحقيق أمور كثيرة، ولإتقان هذه المهارة لابد من التي من فهم الأمور التالية وتطبيقها:
1) التحريك العاطفــي :
إذا سلمنا بأن القيادة هي فن إدارة الناس وتوجيههم نحو الهدف. يصبح من المهم التأثير في الناس لتحريكهم نحو الهدف المراد تحقيقه. وتعتبر العاطفة هي صمام أمان العلاقات مع الآخرين، ويستلزم تحريكها معرفة القائد بالطبيعة الإنسانية وفهم الحاجات والاحتياجات. ومن المهم تحريك العاطفة وقت الأزمات بالذات.
2) الاهتمــام بالإنســان:
الاهتمام بالكائن البشري من أكثر الأمور تأثيراً في القلوب، ونحن نريد مجتمعاً يحمل كل معاني الإنسانية فيه، مجتمعاً يحترم الإنسان ويحترم إنسانيته.
وهذا النبي عليه الصلاة والسلام يهتم حتى بالطفل في أحشاء أمه عندما جاءت الغامدية إليه تطلب إقامة الحد عليها، فأعرض عنها صلى الله عليه وسلم حتى قالت له: والله إني لحبلى من الزنا. فقال لها: أما الآن لا، فاذهبي حتى تلدي. فجاءت بالطفل عندما ولدت فقال لها صلى الله عليه وسلم: اذهبي حتى تفطميه. فجاءت به وفي يده كسرة خبز. أخرجه مسلم.
وهذا عمر بن عبد العزيز يبين للناس أهمية وضرورة الاهتمام بالفقراء والعمال وعامة الناس عندما طلب منه أن يدفع بعض المال لكسوة الكعبة الشريفة فقال: إني أرى أن أجعل هذا المال في أكباد جائعة فإنها أولى من الكعبة. إلى هذا الحد كرم الإسلام الإنسان.
3) الإقــــناع:
هو أن تحث الآخرين على فهم وجهة نظرك وتقبلها. ومن ثمة تأييدك فيما تحاول نقله إليهم من معلومات. وقد تنقل إليهم حقائق أو وقائع، وقد تبين لهم نتائج وتأكيدات حقيقية عن طريق إعطائهم أدلة مادية وحجج وبراهين دون أن تتعامل معهم بفوقية واستعلاء.
4) الوفــــاء:
كلمة الوفاء التي نسيتها الكثير من المؤسسات اليوم سواء منها المهنية أو الخيرية، فإنك تجد العاملين في مؤسسة ما وقد أفنوا زهرة شبابهم في رفع شأن مؤسستهم ونجاحها، تجد المؤسسة تمارس عليهم الضغوط المتوالية لتقديم استقالتهم في نهاية المطاف، وإذا كرمتهم المؤسسة بعد الاستقالة فلا تتجاوز شهادة تكريم رخيصة!!
وقد أكرم النبي عليه الصلاة والسلام عجوزاً وقال: إنها كانت تغشانا في أيام خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان. رواه الحاكم. ونحن على قناعة تامة بأن المشاكل الإدارية التي نعاني منها اليوم بحاجة إلى بعض الوفاء والمعاني الإنسانية. ومعاني الوفاء لا تحتاج إلى تمثيل، فهي خلق أصيل يدل على نفس عالية وسمو في الأخلاق تظهر وقت الشدائد. وقال الشافعي: الحر من راعى وداد لحظة، أو انتمى لمن أفاده لفظه.
5) سحــــر الألفـــة :
كثيراً ما تمر على الإنسان أزمات نفسية، فيحتاج لمن يفضي له آلامه وأناته، فيشعر من ذلك بالارتياح الممزوج بسحر الألفة. وهذا الخليفة المأمون ينشده نديمه مخارق قول أبي العتاهية: وإني لمحتاج إلى ظل صاحب يروق ويصفو إن كدرت عليه ، فقال مخارق: فقال لي أعد، فأعدت سبع مرات. فقال لي: يا مخارق خذ مني الخلافة وأعطني هذا الصاحب
6) فن التجاهل واللامبالاة
قد تستغرب من العنوان.. وتتساءل.. وهل التجاهل فن؟؟
والحقيقة هي نعم..التجاهل فن راق..لا يتقنه إلا محترفو السعادة بإذن الله .. وما نقصده بالتأكيد ليس التجاهل عن الأمــور الجيدة.. بل التجاهل عن الأمور التي تضايق الإنسان في حياته وتسبب له النكد والغضب. التغافل جميل جداً .. خاصة عندما يكون حولك الكثير من ضغوط الحياة .. لا تركز في كل ما حولك من مضايقات.. بل اغفل عنها.. والتفت عنها بعيداً.. إن تركيزك وتفكيرك في هذه الأمور وحديثك حولها بالشكوى والتذمر يزيدك ألما وتعباً.. اما تغافلك عنها فيريح أعصابك .. ويمنحك طاقه لبقية يومك.. حتى في حياتك الاجتماعية ..
حاول أن تغفل عن بعض المكدرات مثل سلوك فلان وكلام علان.. وماذا كان يقصد هذا.. وسترتــاح.. من الصعب طبعاً أن تبقى في حالة غفلة أو تغافل تام طوال الوقت.. كثيراً ما ينهار الإنسان مهما حاول.. لكن التغافل أفضل من أن يبقى طوال الوقت متوتراً.. والتغافل بالتأكيد لا يعني أن لا يحاول الإنسان معالجة مشاكله.. لكنه يفيدك في التعامل مع ضغوط الحياة البسيطة المتكررة والتي قد تدفعنا إلى الجنون أحياناً.