التعرض لنفحات الله “1”
ما أن يهلَّ شهر رجب المحرم إلا ويستشعر المسلم معه رحمات الله تتنزل، وعبق نفحاته تفوح، وجميل عطاءه يسري، ليعلن بدأ موسم الطاعات والقربات .
فإن الله تعالى خلق كل شئ فقدره تقديراً ، واختص الله بحكمته الباهرة وعلمه الذي وسع كل شئ ازمنة وامكنة بمزيدٍ من الفضل والشرف، وقد اخبرنا الله في كتابه وسنة رسوله بما فضل من الزمان والمكان لكي نتعرض لنفحاته ورحماته فيها .
كما ندبنا لذلك رسولنا الكريم ﷺ فقال: ” افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ” [رواه الطبراني، وحسنه الألباني].
وفي رواية شاهدة لذلك قوله ﷺ :”إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها“
فالمسلم عندما تدخل مواسم الطاعات ينشط لها ويفرح بها ويبادر بصالح الاعمال ويجدد النشاط في البر شعاره ” وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى” ، يسابق بالخيرات ليلحق بركب الفائزين ليفوز بجنة عرضها السموات والارض ” سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ “
يبتعد عن مظاهر السآمة والملل والفتور رهبة من الله ” فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ” و خوفاً من فوات الفرص في الحديثِ “لا يَزال قَومٌ يتأخَّرُون حتى يُؤخِّرهم اللهُ في النار”رواه مسلم.
فما أجمل أن يشمر المسلم في هذه الأيام عن سواعد الجد، فيغتنم موسم الخيرات والطاعات، فيخرج منه فائزاً برحمات الله مستمسكاً بشريعة الرحمن وهدي النبي العدنان .