لماذا أكره الإخوان المسلمين ؟
د . الشحات عطا
راسلني على الفيس شاب محترم قائلا : أحبك في الله وأكره الإخوان المسلمين ,
فقلت له : أنا من غرس الإخوان المسلمين منذ أكثر من عشرين سنة وأعرف محترمين كثر عرفوا الإخوان في مطلع شبابهم فكان لهذه الجماعة أثر كبير في تفوقهم الدراسي وانضباطهم الأخلاقي .
ومع هذا قل لي : لماذا تكره الإخوان لعلي أشاركك كراهيتهم إن كانوا يستحقونها ؟
فلم يجبني ؛ فواصلت الحديث حول هذه التساؤلات لعله يصدق واحدة منها :
ـ هل سرق الإخوان حلمي بالوظيفة يوم تخرجت من الدراسة ؟!
ـ هل سرق الإخوان حلمي بأن أعيش في وطني بين أهلي وأحبتي واضطروني أن أهاجر لأعمل تحت كفالة في غربة ؟!
ـ هل سرق الإخوان حلمي في راتب يصون كرامتي ويلبي حاجتي ؟!
ـ هل سرق الإخوان حلمي في أن أتزوج في مطلع شبابي قبل أن تتقدم سني ؟!
ـ هل سرق الإخوان حلمي في أن أعيش بصحة جيدة دون أن يتهددني أو يتهدد أحد أحبتي سرطان أو فيرس كبدي أو فشل كلوي ؟!
ـ هل سرق الإخوان حلمي في أن أعيش في وطن به خدمات تليق بي كآدمي كرّمه ربه ؟!
ـ هل شباب الإخوان الذين أراهم في قريتي أفسدوها أو بلطجوا فيها أو أساءوا لأرملة أو مسكين …؟!
ـ إن الإخوان المسلمين نعرفهم في كل قرية ولا تكاد عائلة في مصر تخلوا من أحدهم ، فهل رأيناهم مرتشين أو سارقين أو مسيئين لجيرانهم أو مقطعين لأرحامهم ؟!
ـ هل حكم الإخوان وطني لستين سنة فتركوا وراءهم وطنا أثقلته الديون وأرهقته الهموم وأعيته الأمراض ؟!
ـ هل أساء لي الإخوان حين رشحوا لرئاسة مصر حاكما كل ذنبه أنه عالم جامعي حقق تفوقا علميا شهدت به جامعات عالمية ولم يثبت عليه جرم علمي خلال رحلته العلمية ؟!
أو كل ذنبه أنه قضى فترة برلمانية لم يستطع أن يشتري فيها شقة تمليك علما بأنه نال في نفس الدورة شهادة أفضل برلماني عربي بشهادة معارضيه قبل مؤيديه ؟!
أوكل ذنبه أنه تحمل رئاسة وطن سرقت ثرواته وكبلته الديون وأعيت شعبه الهموم وهُجِّر علماؤه ليُحرَم مِن عِلمهم وهجره شبابه بحثا عن لقمة عيشهم … فراح الرئيس يبذل قصارى جهده في استرداد عافية وطنه محاولا استنقاذه من تبعيته للغير باحثا عن بنائه من جديد ليعتمد على نفسه في تصنيع غذائه وسلاحه ودوائه ،فراح يعيد كرامة المصري في رغيف عيشه الذي يأكله وقطرة زيته التي تطهي طعامه ويدخر حبة قمحه التي طالما استوردها ممن كسروا إرادته ، ويستدعي كبرى شركات ويصلح فساد علاقات ويقيم توازنات ويؤسس لتفاهمات…فلم تمهله يد الغدر التي كرهت لشعب مصر استرداد حريته وبناء كرامته ؟!
أو كل ذنبه أن أعداءه لم يستطيعوا أن يثبتوا ضده جريمة مالية أو أخلاقية ؛ لأنه خاف ربه في شعبه فلم يسرقه ولم يخنه ؟!
ـ هل صار التفوق فشلا وصارت العفة ونظافة اليد ذنبا وصارت الأمانة خيانة وصار الصبر ضعفا وصار التواضع كبرا أم أننا نعيش زمن خِداع السنين الذي حذرنا منه الرسول الأمين فصرنا نخوِّن الأمين ونأتمن الخائن ونكذِّب الصادق ونصدِّق الكاذب ،ونأخذ معلوماتنا عن الإخوان ممن يكرهونهم ولم نكلف أنفسنا فنتبين مما نسمع قبل أن نصيبهم بجهالة فنندم على ما فعلناه بحقهم ؟!
ـ هل أذنب الإخوان حين تحمّلوا مقاومة ظلم مَن استبدُّوا بمصر سنين وقاوموهم في محاولتهم سرقتها مرة ثانية ؟!
أم أننا نعاني استخفاف الفراعنة الذي حذَّر ربُّنا منه المصريين قديما وتأسف ـ سبحانه ـ من سلبيتهم أمام استبداد فرعون بهم وسرقته لكنوزهم فعاقبهم بالإغراق الذي جعله الله آية للآخرين في السابقين ؟!
ـ إخوتي ، هلا استجبنا لنداء ربنا حين أمرنا ألا نصيب قوما بجهالة فنندم على أفعالنا ؟ وهلا استجبنا لربنا حين أمرنا ألا نسخر من بعضنا وألا نتنابز بالألقاب قبل أن يتغير اسمنا من المؤمنين إلى الفاسقين فنكون قد ظلمنا أنفسنا ؟
وهلا ابتعدنا عن سوء الظن في بناء علاقاتنا بغيرنا وابتعدنا عن الغيبة والنميمة وشغلنا أنفسنا ببناء وطننا على أساس تبادل المنافع والخبرات وتركنا أمر الحساب على النيَّات لرب السماوات الخبير بما نعلم .
ـ حسب الإخوان أن أجرهم علي الله..
واللهم إن كانوا يريدون بوطننا وأمتنا خيراً فوفقهم ووفقنا لتحمِّل الخير معهم،وإن كانوا يريدون بنا شراً فردّه عليهم .
” فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد “