التعاون بين الخلائق هو جبلة فطر الله عليها الخلائق جميعاً في كل الأمم
والنمل تبني قراها من تماسكها والنحل يجني رحيق الزهر أعواناً
“ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ“
والتعاون على البرِ والتقوى بالنسبة للمسلم هو أمر قرآني وهدي نبوي وحاجة إنسانية لابد منها يقول الله تعالى ” وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ” أي أنَّ الله أوجب على المؤمنين أن يتعاونوا على فعل الطاعات التي تقربهم إلى الله وأن يتعاونوا في اجتناب المعاصي والموبقات التي تبعدهم عن الله.
يقول النَّبِيُّ ﷺ :”مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلُ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى”
ويقول النبي ﷺ: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه” ويقول ﷺ: “من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته” ويقول ﷺ: “والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”.
وَيَقُولُ النَّبِيُّ ﷺ: “أَحَبُّ الأَعْمَالِ إلى اللهِ -عزَّ وجلَّ-: سُرُورٌ تُدْخِلُهُ على مسلمٍ، أو تَكْشِفُ عنهُ كُربَةً، أو تَطْرُدُ عنه جَزَعًا، أو تَقْضِي عنهُ دَيْنًا”.
ومَنْ مَشَى مَعَ مَظْلُومٍ حَتَّى يُثْبِتَ لَهُ حَقَّهُ؛ ثَبَّتَ اللهُ قدَمَيْهِ على الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامُ.“
النَّبِيُّ ﷺ يُرشدُنَا إِلَى أَمثَالِ هَذِهِ التَّعَالِيمِ، مِنْ أَجْلِ أَنْ تَنْضَبِطَ العَلَاقَاتُ بَيْنَ المُسْلِمِينَ، وَحَتَّى نَخْرُجَ مِنْ هَذِهِ الحَيْرَةِ المُظْلِمَةِ، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نَعُودَ بَشَرًا أَسْوِيَاءَ كَمَا خَلَقَنَا اللهُ -تبارك وتعالى-، وَحَتَّى تَعُودَ العَلَاقَاتُ السَّوِيَّةُ بَيْنَنَا كَمَا يَنْبَغِي عَلَى مُقْتَضَى المَحَبَّةِ الدِّينِيَّةِ والمَوَدَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا خَيْرُ البَرِيَّةِ ﷺ فما أجمل أن نعود لمنهج النبي ﷺ فيتكاتف المسلمون ويتعاونوا فيما بينهم، فتعود الألفة بين الأخ وأخيه والجاروجاره وبين الغني والفقير والصغير والكبير ،فتعم السعادة وتسود الطمأنينة بين المسلمين.