يا صاحب الرسالة ..من يحمل مشعل التجديد
بقلم /عماد الدين محمود
إن الإخوان بعد هذه المحنة الطاحنة التي عاشتها في السنين الماضية منذ انقلاب 3 يوليو 2013 ، وهي تعيش محنة حقيقية تطورت لأن تصير فتنة .
– وكم من محن مرت بها الجماعة منذ محنة 48 إلى محن جمال عبد الناصر ، وبعد كل محنة احتاجت الجماعة لأفراد ذوي همة عالية يعيدون بعثها ويجددون فكرتها وينشرونها بين الناس .
– لم يتباكى هؤلاء المجددون كما نتباكى الآن ( وما أبرئ نفسي ) على أخطاء ما قبل المحنة ، ليس لأنهم عاجزون أو يسيرون عمياناً ، بل كانوا مبصرين فقهاء وأدركوا طبيعة دورهم وأنهم قوم عمليون مهمتهم إعادة البعث والتجديد .
كان من هؤلاء بعد حقبة المحنة الناصرية الحاج أحمد البس ( من رعيل الإخوان الأول – ومن إخوان الغربية – ومسئول التنظيم الخاص بالإخوان لوجه بحري قبل حل التنظيم ) .
– عندما خرج الحاج أحمد من السجن في بداية عهد السادات ، لم يكن في زمام الغربية كلها إخواناً سواه هو وأفراد لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة ، فاراد أن يصطفي من المجتمع ومن الشباب من يدرك فكرة الإخوان ويفقهها ويستوعبها ويعيش في إطارها .
الحاج أحمد كان مدرساً ، وبعدها كان عضواً في مجلس الشعب ومديراً للجمعية التربوية الإسلامية صاحبة مدارس الجيل المسلم المشهورة في الغربية .
لم يكن له أعوان يساعدونه على نشر الفكرة ، فماذا فعل ليوصل فكرته للعالم ولينافح عنها وليوصل الأمانة التي حملها للعالم كله ؟
– لقد ارتاد الأسواق في بلده ولبس طبلة ، وبدا كالمجاذيب وأخذ يطبل عليها ويردد في شكل أغنية : يا للي عاوز يسمع قصة ذات الهمة والبطال ، يا للي عاوز يسمع قصة غزوة بدر ….. ثم يبدأ بعد أن يتجمع الأطفال والشباب والرجال من حوله في الحكي وإعطاء الدرس بالمستفاد منه ليتجمع حوله الشباب مذهولين من الثقافة والفكرة فيتعرفون عليه ويذهبون معه للمسجد ويتركون له زمامهم كمتعلمين ودارسين ومتشوقين ، ثم بعدها يحملون الرسالة والفكرة وينشرونها في الآفاق .
– لقد خلع عنه كل وجاهته ، وتنازل عن شخصيته مقابل أن يوصل فكرته للعالم فكان أن نال الاحترام وتتلمذ على يده المئات والألاف وليصبح أتباع فكرته هو ومن كانوا معه ملء الأفاق ، ورغم المحنة والفتنة الحالية إلا أنهم أصبحوا في مجال من المحال أن يتم اجتثاثهم منه ، ولدرجة أنه بعد سنوات من الاعتقال والقتل والتشريد ينادي خصوم فكرته بحل الجماعة ( حسن نافعة نموذجاً ) ، لأنهم رأوا كياناً يستحيل القضاء عليه فيعودون أدراجهم لمحاولة مخاطبة الفكر للقضاء على الجماعة بعد أن حاولوا اجتثاثها بقتل وسجن وتشريد حملتها .
* فيا كل حامل للرسالة :
– هل تكون أنت حامل مشعل التجديد كمن سبق ، هل تكون أنت صاحب البعث الجديد : بتفقد إخوانك من حولهم وجمعهم وتذكيرهم بسمو فكرتهم ورسالتهم .
هل تبحث عن الشباب وأبناء الإخوان في الدائرة من حولك وتعيد تثقيفهم وتربيتهم وتوريثهم فكرتك ورسالتك .
– هل تتسامى عن الخلافات التي وقعت بين أبناء الجماعة حول منهجية الرد على اعتداء العسكر الدمويين وتجهد الآن في حفظ هذه الجماعة المباركة والنأي بها عن فتنة التفرق والاختلاف ، وهل تحفظ نفسك عن أن تكون ساعياً في هذه الفتنة بالكلمة أو اللسان أو الحركة .
– هل تجهد نفسك وعقلك في إيجاد حلول لإخوانك في السجون لتخرجهم من غياهبها إلى ساحة الحرية والعمل الدعوي الفسيح .
– هل ترعى بيت إخوانك المعتقلين وتحوطهم وتقضي حوائجهم وتدعمهم إيمانياً وتربوياً ومعنوياً وهل تتفقد بيوت إخوانك الشهداء بنفس ذات الطريقة .
ميدان العمل كثير جداً ، فلا تكونن من القاعدين ، إن ما مررت به من مناخات تربوية ورثتك الفكرة وحملتك الرسالة لهو من الأمانة التي وسدتها والحمل الذي أصبح في رقبتك ، فهل تؤدي حقه وتنصر دعوتك ورسالتك وتكون مجدداً من مجددي هذه الأمة .
ألا من مجدد ؟ ألا من مجدد ؟ ألا من مجدد ؟ نحن المجددون إن شاء الله .