فالتوحيد هو روح القلب وحياته وصحته وقوته وهو غذاؤه ودواؤه والتوحيد كذلك هو نور العقل الذي يبدد الغشاوات فيترك العقل بصيرا، التوحيد يعيد الإنسان إلى فطرته التي فطره الله عليها فقد فطره على توحيده ومحبته فيعيد إليه صفاءه وانسجامه الذي تسلبه منه الحياة اليومية. التوحيد يقوى الإنسان لأنه يطرد عنه كل مخاوفه من غير الله الذي خلقه وخلق الكون كله وحده سبحانه.

ومن أجل ترسيخ تلك العقيدة شرع للمسلم أذكار الصباح والمساء لتؤكد عليها وتوثقها في القلب بأساليب مختلفة

فمرة بتكرار كلمة التوحيد قال رسول الله ـ ﷺ – : “مَن قالَ في يومٍ مائةَ مرَّةٍ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ ، كانَ لَهُ عدلُ عشرِ رقابٍ ، وَكُتِبَت لَهُ مائةُ حَسنةٍ ، ومُحيَ عنهُ مائةُ سيِّئةٍ ، وَكُنَّ لَهُ حِرزًا منَ الشَّيطانِ ، سائرَ يومِهِ إلى اللَّيلِ ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضَلَ ممَّا أتى بِهِ ، إلَّا من قالَ أَكْثرَ”

ومرة بإقرارات متنوعة يقرها الإنسان بلسانه ويستحضر قلبه مثل “لا إله إلا أنت” “فمنك وحدك لا شريك لك” “ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن” “خلقتني وأنا عبدك” “إنه لا يغفر  الذنوب إلا أنت

وغيرها من الأذكار التي تسكب في القلب السكينة والرضا وتشد عليه بقوة التوكل على الله والثقة فيه سبحانه وتذكره بالآخرة وتربط على القلوب برباط الإيمان الصادق والعقيدة السليمة.

فما أجمل أن يحافظ المسلم على أذكار الصباح والمساء فيحفظ على نفسه عقيدته ويجددها وينميها.