كان المبارك رجلاً يعمل في بستان القاضي، وكان للقاضي بنت جميلة، طلبها منه عدد من وزراء وأمراء، فاحتار ممن يزوجها … ثم قال القاضي- في نفسه – دعني اذهب إلى بستاني أُروّح عن نفسي.

فلما وصل ، طلب من المبارك أن يأتي له بحبة رمان؛ فأتى له بواحدة، فلما ذاقها وجدها حامضة، فقال له:

يا مبارك إإتني برمانة حلوة … فقطع له الثانية فكانت حامضة … فقال له القاضي: وهذه حامضة أيضاً فأتني يا رجل برمانة حلوة … وكانت الثالثة حامضة أيضاً.

فقال له: يا رجل لماذا تفعل بي هكذا؟! كلما طلبت منك رمانة حلوة أتيتني بحامضة …

 فقال المبارك: والله إنني لا أعرف الرمانة الحلوة من الحامضة … فقال القاضي… أرسلتك إلى البستان قبل شهرين ثم تقول لا أعرف الحامض من الحلو …

 فقال: نعم والله إني لم أذق طعم واحدة منها

… فقال القاضي: ولماذا؟

قال المبارك: لأنك أرسلتني حتى أعمل في البستان ولم ترسلني حتى أذوق البستان.

 هنا انتبه القاضي إلى أن هذا الرجل هو ممن حث الإسلام على تزويجه؛ فزوجه ابنته التي أنجبت له عبد الله بن المبارك الذي كان علماً من أعلام الإسلام.