العقل المفكر في ضرب الإخوان المسلمين

الصحفي جابر رزق

إن فكرة تصفية الإخوان المسلمين لم تكن في يوم من الأيام تفكيراً مصرياً خالصاً.. ولكن في جميع المحن التي تعرض لها الإخوان المسلمون، كان المد الصليبي، والكيد اليهودي، والمكر الشيوعي، هم وراء كل محنة لتصفية هذه الجماعة.
ويقيني أن الولايات المتحدة الأمريكية هي المحرض الأول على ضرب الإخوان المسلمين، سواء أكان ذلك أيام إبراهيم عبدالهادي أو أيام جمال عبدالناصر، أولاً: لأنها أمريكا صاحبة المصلحة الأولى في المنطقة، سواء كانت المصلحة اقتصادية أو استراتيجية.
ثانياً: لأنها حامية حمى الصليبية العالمية في القرن العشرين.

وثالثاً: لأنها أصبحت مطية الصهيونية واليهودية العالمية، تسخرها لتحقيق حلمها الكبير في إقامة “هيكل سليمان” من جديد… والجميع يعلمون أن هذا الحلم لن يتحقق إلا في غيبة الإسلام، وبالذات “إسلام الإخوان المسلمين” الذي أعلن جمال عبدالناصر أنه لن يسمح بوجوده في منطقة الشرق الأوسط!

أقول: إن العقل المفكر في ضرب الإخوان المسلمين كان عقل القوى الخفية التي تحكم العالم اليوم، وتعتبر الإسلام عدوها الأول، والأخير، وبرميل البارود الذي لا يدرون متى ينفجر، فيبدد أحلام الجميع.

أما الأقزام من الحكام الذين صورتهم أجهزة هذه القوى الخفية في صورة “الأبطال الأسطوريين” أمام شعوبهم، فلم يتعد دورهم دور الهراوة الغليظة التي هوى بها المجرم الحقيقي على رأس الضحية.. ولكن أنى للإنسان القزم أن يحجب بيده الشمس؟ وأنى للحقد الصليبي والكيد اليهودي، والمكر الشيوعي، أن يقفوا في وجه الزحف الإسلامي الكاسح؟!

إن المسلم الحق الذي يعمر الإيمان قلبه، مطمئن إلى قوة الله، وقدرته، وإحاطته بالبشر جميعاً، ويقينه أنه لو شاء الله لانتصر منهم، ولكن لله سنة لابد أن تتحقق، فحتى يتحقق نصر الله، لا بد أن نستقيم نحن أولاً على طريق الله، فالنصر مرهون باستقامتنا نحن على دين الله، وليس رهناً بقوة الباطل أو ضعفه”.