خير من تحمل المسئولية اتجاه الدين بعد رسول الله  أبو بكر الصديق، كان   أول من أسلم من الرجال، ثم حمل هم الدعوة وكانها أُنزلت عليه، فكان من نصيبه في أول  يوم  (وهو لم يتعلم من الاسلام الا كلمة التوحيد) أن أسلم على يديه خمسة من خيار الصحابة وأعمدة الاسلام  ثم تابع في تحمل المسئولية حتى أسلم على يديه الكثير من الصحابة، لما يحمله من صفات صدق ومحبة جعلت مهمة الدعوة عليه أيسر وأسهل .

وتحمل المسئوليه اتجاه الضعفاء والمساكين، فاهو ينفق جُلَّ ماله في الإنفاق على الفقراء وتحرير العبيد منهم فكان خير من بذل في سبيل الإسلام والمسلمين .

كما تحمل المسئولية اتجاه الصحبة والصداقة لرسول الله   فدفع ضريبة الصحبه من ماله وجسده حماية لصاحبه وفداءاً لدينه ومنهجه  مما جعل النبي  يقول فيه  “إنَّ أمَنَّ الناسِ عليَّ في صحبته وماله أبو بكرٍ , ولو كنتُ متّخِذاً خِليلاً من أمّتي , لاتَّخذتُ أبا بكرٍ , ولكنْ أخوّةُ الإسلام ومودّته , لا يَبْقَيَنّ َفي المسجد بابٌ إلا سُدَّ , إلاّ باب أبي بكر“.

أما عند وفاة النبي ، وانشغال الصحابة بالبكاء، وذهب بعضهم بتكذيب الخبر، تحمل مسئولية الأمة كلها، وخرج بعد توديع النبي، ليعيد المسلمين الى توازنهم، وقال خاطباً ” أيها الناس من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت “” وما محمّدٌ إلا رسول قد خَلَتْ من قبله الرُّسُلُ ” وَاللَّهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَهَا حَتَّى تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ، فَمَا يُسْمَعُ بَشَرٌ إِلَّا يَتْلُوهَا.

وبعد أن آلت اليه الخلافة، وبدأت اغلبية الجزيرة العربية الارتداد عن دين الله، شمر سواعد الجد، وتحمل مسئولية الامة، فجيش الجيوش، وانقلب اللين والسهولة  عنده إلى شدة وغيرة على دين الله، حتى إذا ما راجعة عمر في مسألة قتال مانعي الزكاة قالها مزلزلة لأقاتلنَّ مَن فرَّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقًا كانوا يُؤدونها لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه” فما لبث أن عاد الناس لدينهم وبدأت الفتوحات الإسلامية من جديد

فكان بحق قدوة عملية في تحمل المسئولية اتجاه دينه وامته فما أجمل ان نقتفي اثره من سيرته فنعطي حق ديننا وأُمتنا .