ذُكرعن بعض العلماء رحمه الله أنّه ولي القضاء، فحكم على رجلٍ فاجرٍ سفيه فقال له:الرجل  والله! ما أردت بحكمك هذا وجه الله، ولقد ظلمتني.فقال العالم: أو تقول ذاك؟قال: نعم.وأقسم عليه.

فقال العالموالذي لا إله إلا هو! ما تكلمت بكلمة منذ أربعين عاماً إلا وأعددت لها جواباً بين يدي الله عز وجل.

كلمات تسطر من نور، تبين كم استشعر العالم المسئولية الملقاة على عاتقه اتجاه نفسه وأنَّه مسئول أمام الله “فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ” يوم يقف وحيداً امامه “وكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا” فيسأله عن أيامه وماله وأعماله يقول النبي ﷺ : “لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به”

ذلك الموقف امام الله ينجح فيه  من شمر عن ساعد الجد، وأيقن أنَّه أمام الله مسئول، فراجع نفسه أمام كل كلمةٍ وكل فعلٍ وكل حركةٍ، فإن وجدها موافقة لهدي الله ورسوله مضى وإلا فلا !! “لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به

ذلك الموقف ينجح فيه من وطن نفسه على منهج الله مهما انحرف عنه الناس   “لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً ، تَقُولُونَ : إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا ، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا ، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا ، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا

ذلك الموقف ينجح فيه من غدا وهمه كيف يعتق نفسه من النار “كُلُّ النَّاسِ يَغْدو، فَبائعٌ نَفْسَهُ، فَمُعْتِقُها أَو مُوبِقُها”

فما أجمل ان يستشعر المسلم المسئوليه اتجاه نفسه فينجيها مهما تكن المغريات ومهما انتشرت الملهيات “وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى”