ضرب رسول الله أروع مثال في تحمل المسئوليه اتجاه أُمته بل واتجاه مخالفيه من المشركين، والأكثر أنَّه تحمل المسئوليه اتجاه الطير والحيوان والجماد والجآنَّ، فكان بحق قدوةٌ مهداه، وسراجٌ منير، لمن أراد أن يسير على درب الهداية والنور.

ها هو ﷺ يجد من قومه أشد أنواع الأذى في نفسه وفي اصحابه فيخرج الى الطائف يدعوهم فسلطوا عليه السفهاء والأطفال يضربونه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه ثم ماذا !  فَناداني جبريل فقالَ : يا محمَّدُ ، إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ ، قد سمِعَ قولَ قومِكَ لَكَ ، وما ردُّوا عليكَ ، وقد بعثَ اللَّهُ ملَكَ الجبالِ لتأمرَهُ بما شئتَ فيهِم قالَ : فَناداني ملَكُ الجبالِ : فسلَّمَ عليَّ ، ثمَّ قالَ : يا محمَّدُ : إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قد سمِعَ قولَ قومِكَ لَكَ ، وأَنا ملَكُ الجبالِ ، وقد بعثَني ربُّكَ إليكَ لتأمرَني أمرَكَ ، وبما شئتَ ، إن شئتَ أن أُطْبِقَ عليهِمُ الأخشبَينِ فعلتُ ، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : بل أرجو أن يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصلابِهِم مَن يعبدُ اللَّهَ ، لا يشرِكُ بِهِ شيئًا” خوفاً أن يموتوا على غير الاسلام.

وهاهو  ﷺ “وقدْ فَزِعَ أَهْلُ المَدِينَةِ لَيْلَةً سَمِعُوا صَوْتًا،: فَتَلَقَّاهُمُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى فَرَسٍ لأبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، وهو مُتَقَلِّدٌ سَيْفَهُ، فَقالَ: لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا، ثُمَّ قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وجَدْتُهُ بَحْرًا يَعْنِي الفَرَس” إقداما ومسئولية.

كما تحمل مسئوليتة اتجاه الطير فحرم ان نتخذه هدفاً، وتحمل مسئوليتة اتجاه  الحيوان فكره أن نحمله ما لا يطيق، وهكذا تحمل بنجاح واقتدار حمل الأمة مسلمها وكافرها، طيرها وحيوانها وجمادها.

حتى إذا جاء يوم القيامة وكل الانبياء تقول نفسي نفسي إلا رسول الله ﷺ ينادي       “امتي امتي”

فما أجمل أن نتخلق  بإخلاق الرسول ونتحمل المسئوليات الملقاة على عاتقنا