المسيرة مستمرة

 

{ ونريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم آئمة ونجعلهم الوارثين }

 

في ذكري مرور 90عاما علي الجماعة المجددة

 

نقطة الارتكاز الثابتة “الدين”

 

–  ان قوتنا أوضعفنا  يكون  بمدي قربنا أو بعدنا عن الدين .

–  ويأتي علي رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الامة أمر دينها ويردها الى المركز   ” والمجدد فرد  أو جماعة “.

– وكانت البداية  { منهج + قائد + تربية الرجال + ايمان وعمل صالح و صناعة نقطة الارتكازالاولي للأمة } في مواجهة التحديات.

–  وكان الوحي “الرسالة  والمنهج” وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) القائد والمربي الأول (صلى الله عليه وسلم)  وكانت الأرقم ثم الدولة  في المدينة.

– ثم الخلافة الراشدة أعلن فيها أبوبكر – رضى الله عنه –  شعار ( أينقص الدين وأنا حي )  أي لاحيود عن نقطة الارتكاز.

– ثم الخليفة عمر – رضي الله عنه –  ويعلن بتحديد بعد اتساع الدولة لاإسلام إلا بجماعة ولاجماعة إلا بإمارة ولاإمارة إلا بطاعة.

– ثم تستمر الدولة الاسلامية صعود وهبوط بمدى قربها من المركزلتعلن أنه لادين بلا دولة ولا دولة إلابامارة ولا إمارة إلا بطاعة ولا طاعة إلا بشورى ولا شورى بغير حرية لتفرز نماذج نصرة الدين بحسب القرب من المركز و يأتي المجدد “فرد أو جماعة”.

ونحن وفي مسيرة 90 عاما بين مد وجزر صعود ومحن وقد اقتربنا من التجديد للامة فماذا أعددنا للأعوام القادمة ؟

الامام البنا – رحمه الله – يضع لنا الملامح  في عدد من الرسائل بتركيز شديد علي التربية الصحيحة في شمولية وتوازن

شاءت لنا ظروفنا أن نواجه تحديات وأن نعمل على إنقاذ الأمة من الخطر المحدق بها من كل ناحية .

وإن الأمة التي تحيط بها ظروف كظروفنا ، وتنهض لمهمة كمهمتنا ، وتواجه واجبات كتلك التي نواجهها ، لا ينفعها أن تتسلى بالمسكنات أو تتعلل بالآمال والأماني .

وإنما عليها أن تعد نفسها لكفاح طويل عنيف وصراع قوي شديد : بين الحق والباطل وبين النافع والضار وبين صاحب الحق وغاصبه وسالك الطريق وناكبه وبين المخلصين الغيورين والأدعياء المزيفين .

وأن عليها أن تعلم أن الجهاد من الجهد ، والجهد هو التعب والعناء ، وليس مع الجهاد راحه حتى يضع النضال أوزاره وعند الصباح يحمد القوم السرى .

وليس للأمة عدة في هذه السبيل الموحشة إلا النفس المؤمنة والعزيمة القوية الصادقة والسخاء بالتضحيات والإقدام عند الملمّات وبغير ذلك تغلب علي أمرها ويكون الفشل حليف أبنائها ,وإن الآمال الكبيرة التي تطوف برؤوس المصلحين من رجالات هذه الأمة ، والظروف العصيبة التي نجتازها تطالبنا بإلحاح بتجديد نفوسنا وبناء أرواحنا بناءً غير هذا الذي أبلته السنون وأخلقته الحوادث وذهبت الأيام بما كان فيه من مناعة وقوة ، وبغير هذه التقوية الروحية والتجديد النفسي لا يمكن أن نخطو إلى الأمام خطوة .

إذا علمت هذا وكنت معي أن هذا المقياس أصح وأدق في نهضات الأمم والشعوب فاعلم أن الغرض الأول الذي يرمى إليه الإخوان المسلمين (التربية الصحيحة ) : تربية الأمة على النفس الفاضلة والخلق النبيل السامي ، وإيقاظ ذلك الشعور الحي الذي يسوق الأمم إلى الذود على كرامتها والجد في استرداد مجدها وتحمل كل عنت ومشقة في سبيل الوصول إلى الغاية .

 

أردت بهذه الكلمات أن أضع فكرتكم أمام أنظاركم فلعل ساعات عصيبة تنتظرنا يحال فيها بيني وبينكم إلي حين ؛ فلا أستطيع أن أتحدث معكم أو أكتب إليكم ، فأوصيكم أن تتدبروا هذه الكلمات وأن تحفظوها إذا استطعتم وأن تجتمعوا عليها ، وإن تحت كل كلمة لمعاني جمة.

وصـــيـة

 

أوصيكم أن تتدبروا هذه الكلمات وأن تحفظوها إذا استطعتم وأن تجتمعوا عليها :

  • آمنوا بالله واعتزوا بمعرفته والاعتماد عليه والاستناد إليه.
  • لا تخافوا غيره ولا ترهبوا سواه.
  • كونوا أقوياء بأخلاقكم أعزاء بما وهب الله لكم.
  •  أقبلوا علي القرآن تتدارسونه ، وعلي السيرة المطهرة تتذاكرونها.
  •  كونوا عمليين لا جدليين .
  • تحابوا فيما بينكم ، واحرصوا كل الحرص علي رابطتكم فهي سر قوتكم وعماد نجاحكم.
  •  اثبتوا حتى يفتح الله بينكم وبين قومكم بالحق وهو خير الفاتحين .
  •  قيادتكم رمز فكرتم فاسمعوا واطيعوا فى العسر واليسر، وترقبوا بعد ذلك نصر الله وتأييده