طريق الشفاعة

يوم القيامة يوم عظيم الأحوال شديد الأهوال، كثير الفظائع تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد، يشيب من هوله الولدان، يغضب فيه الله غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، يبحث فيه جميع الخلق عن أحد يشفع لهم عند خالقهم، وأعظم الناس شفاعة يومئذ المرسلون، وأعظمهم جميعا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول الله له “يا محمد سل تعط واشفع تشفع”.. فمن أراد أن يشفع له رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم المهيب فليكثر من الصلاة والسلام عليه.. فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : [أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً](رواه الترمذي)، وصحّ عنه أنه قال: [إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا عليّ، فإنه من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة](رواه مسلم).

فله لــواء الحمد غير مدافع … وله الشفاعة إذ يكون كليما

يا أيها الراجون منه شفاعة … صلوا عليه وسلموا تسليما

اللهم صلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

شرف ورفعة

شرف وأي شرف، ورفعة وأي رفعة أن يذكر اسم أحدنا عند رسول الله، وأن يسلم عليه وأن يرد عليه النبي السلام.. والصلاة على النبي سبب لعرض اسم المصلّي على النبيّ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [أكثروا من الصلاة عليّ، فإن الله وكّل لي ملكا عند قبري، فإذا صلى عليّ رجل من أمتي قال الملك: يا محمد، إن فلان ابن فلان صلى عليك الساعة](صححه الألباني في الصحيحة)، ومن اللطائف قول بعض أهل العلم أن هذا باب من أبواب البر بالوالد أن تكون سببا في أن يذكر اسمه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وصح عنه أنه قال: [إن لله تعالى ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام](رواه أحمد والنسائي).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : [مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ](رواه أحمد وأبو داود).

اللهم صلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كفارة المجلس

كثيرة هي مجالسنا التي نلغو فيها، ونغتاب فيها ونقول ما لا ينبغي، وهي مجالس حسرات وتبعات يوم القيامة، ولا نجاة من هذا إلا بأن نذكر الله فيها ونصلى على نبيه؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام: [ما اجتمع قوم ثم تفرقوا عن غير ذكر الله وصلاة على النبي إلا قاموا عن أنتن من جيفة]، وقال: [ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة ـ أي: نقص وتبعة وحسرة ـ، فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم] وفي رواية: [ما قعد قوم مقعدًا لا يذكرون الله عز وجل ويصلون على النبي إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن دخلوا الجنة للثواب].

اللهم صلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.