{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} : يقسم تعالى بالسماء وما فيها من عجائب صنعه الدالة على عظمته, ومنها الطارق, وهو نوع هائل من النجوم, صوته كالمطرقة, وله موجات تثقب وتخترق الأجسام. أما المقسم عليه فهو أن الله حفظ الأنفس من كل ما يحيط بها من أخطار وآفات, كما قال تعالى: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله } الآية [ الرعد : 11 ] . قال تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4)  } [الطارق] قال ابن كثير في تفسيره: يقسم تعالى بالسماء وما جعل فيها من الكواكب النيرة ; ولهذا قال : ( والسماء والطارق ) ثم قال ( {وما أدراك ما الطارق } ) ثم فسره بقوله : ( { النجم الثاقب } ) قال قتادة وغيره : إنما سمي النجم طارقا ; لأنه إنما يرى بالليل ويختفي بالنهار . ويؤيده ما جاء في الحديث الصحيح : نهى أن يطرق الرجل أهله طروقا أي : يأتيهم فجأة بالليل . وفي الحديث الآخر المشتمل على الدعاء : ” «إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن » ” . وقوله تعالى “الثاقب” قال ابن عباس المضيء وقال السدي يثقب الشياطين إذا أرسل عليها وقال عكرمة هو مضيء ومحرق للشيطان. وقوله : {إن كل نفس لما عليها حافظ} أي : كل نفس عليها من الله حافظ يحرسها من الآفات ، كما قال تعالى :  { له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله} الآية [ الرعد : 11 ] .