كرامةٌ منتهكة وإذللاللٌ ممنهج

أصبحت كرامة المصريين تهان بكل الصور وشتى الالوان, فالانتهاكات في اقسام الشرطة تفوح رائحتها في كل مكان,  وخالد سعيد قصته تُحكى علي كل لسان ومن بعده سيد بلال ومن قبلهما عشرات الضحايا والالاف من قصص الانتهاكات البوليسية.

مما جعل المصريون يتحسسون أي طريق يعيد لهم كرامتهم المهدورة, وعزتهم المفقودة .

تلك الكرامة التي ربى الإسلام عليها أتباعه من أول يوم, فهي حقٌّ مشاعٌ، يتمتع به الجميعُ من دون إستثناء وتقييد، فلايجوز لأحدٍ أن ينتهك كرامته ويخرق شرفه ومكانته المرموقة، ولا يمتلك أحدٌ أن يجـرده مـن كرامتـه التي أودعها إياه وجعلها من فطرته وصلبه، ويستوي في ذلك المسلمُ الذي يؤمن بالقرآن وبالسنة وغير المسلم من أهل الأديان الأخرى، أو من لا دين له، ولكي تصان هذه الكرامة وتحفظ هذه المنزلة، فقد شرع الله سبحانه للإنسان العديدَ من التشريعات والتوجيهات         

فالانسان خلق مكرماً ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنٰهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنٰهُم مِّنَ الطَّيِّبٰتِ وَفَضَّلْنٰهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾

خلقه الله مكرماً في احسن تقويم,ونفخ فيه من روحه, وفطره على الدين القيم, وجعله خليفته في الارض, ,وسخر له ما فيها, وأسجد له الملائكة, واعطاه حق الاختيار, وجعل زوال الارض اهون من قتل النفس بغير حق, حتي إنه حفظ كرامته ميتاً وجعل كرامة الميت من كرامة الحي.

وهكذا مكانة الكرامة في السنة النبويه فالكل سواسية قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “كُلُّكُمْ بَنُو آدَمَ ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ”، وقال أيضًا: “لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، ولَا لِأَبيَضَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَبيَضَ إِلَّا بِالتَّقْوَى”. (رواه البخاري ومسلم

فحين يفقد المواطن كرامته يفقد معها الإنتماء والحب والأمان ويشعر بالدونية ويُملأ قلبه انانية وحقد اتجاه المجتمع.

ومن اجل عودة الكرامة الانسانية المفقودة والحقوق المنهوبة وعلى أمل عودة الإنتماء والأمان والحب خرج المصريون في يناير يهتفون  كرامة إنسانية