عدالة منعدمة وفسادٌ مستشري

وها هي مصر تقبع في مستنقع من الفساد وانعدام الشفافية بلغ كل المستويات من قمة هرم السلطة الي قاعها, ودخان الظلم كتم على الانفاس وطغمة المنتفعين واتباعهم زادت ثرواتهم, واصبحت العدالة الاجتماعية حلم صعب المنال,وعدوى الفساد انتشرت في المجتمع, فتعامل الناس مع الفساد على أنَّه من مستلزمات العصر وطريق للوصول لسلم المجد.

ولكن هيهات وقد سطرها ابن خلدون في مقدمته فذكر :”أن الظلم مؤذن بخراب العمران ” فالمظلوم لا يهتم ببلدٍ يُؤكل به حقه, ولا يُتقن عملاً, وإذا عمل فإنه لا يجيد صنعة لان روحه مسحوبة, وهمته مسلوبة, وعزمه مقتول. يستوي عنده التعمير والتخريب, والعمل والكسل, لانَّ في أجواء الظلم قد يكافأ الكسول ويعاقب  المخلص الجاد.

ولهذا كان عمدة الأخلاق في الاسلام هو العدل, عليه اُسس الملك, وبه ينتشر الأمن.

وما أكثر أيات القرآن التي تحث المسلمين على العدل والبعد عن الجور والظلم  “ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان”  وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ” “وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا”….

ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة عملية, ونموزج في العدل حتى من نفسه, وقد قالها مدوية عندما سرقت المخزومية وتُوسط لديه ليعفو عنها :أمَّا بعد: “فإنَّما هلك الذين من قبلكم أنَّهم كانوا إذا سرق الشَّريف فيهم تركوه وإذا سرق الضَّعيف فيهم أقاموا عليه الحدَّ، والذي نفسُ محمدٍ بيده لو أنَّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها”حتى إذا ما ذكرت حضارة الاسلام كام مَعْلَمها هو العدل.

فكان لابد من ثورة على ذلك الفساد والظلم والجور, ثورة تنشر العدل والحق, ثورة تعيد الروح المسلوبة, ثورة تشعر المواطن أنَّ البلد بلده, وأنَّ الارض ارضه, وأنَّهم مسؤلون امام الله على تعميرها وتجميلها, وإصلاح ما أفسده المخربون .

فبالعدل والحب يقوم البنيان, وتخضر الارض, وتُنشأ الاجيال على حب الاوطان

فخرج المصريون في ثورتهم المباركة وهم يهتفون. عدالة اجتماعية