) الاستعداد للصلاة: واعلم – أخي الكريم – أن استعدادك للصلاة هو علامة حبك لله جل وعلا، وأن حرصك على أدائها في وقتها في وقتها مع الجماعة، هو علامة على حب الله لك، قال تعالى في الحديث القدسي: “وما تقرب إلي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ” [رواه البخاري].

ولذلك فإقامة الصلاة على الوجه المطلوب هو أول سبب يوجب محبه الله ورضوانه، وإنما يكون استعدادك بالتفرغ للصلاة تفرغاً كاملا، بحيث لا يكون في بالك شاغل يشغلك عنها، وهذا لا يتحقق إلا إذا عرفت حقيقة الدنيا، وعلمت أنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وأنك فيها غريب أو عابر سبيل سوف ترحل عنها في الغد القريب. قال صلى الله عليه وسلم: “كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل”.

وكان عبد الله بن عمر يقول: “إذا أصبحت فلا تنتظر المساء. إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ” [رواه البخاري].

فإذا تفرغ قلبك من شواغل الدنيا، فأصبغ الوضوء كما أمرك الله متحرياً واجباته وشروطه سننه لتكون على أكمل طهارة، ثم انطلق إلى بيت الله سبحانه بخطى ملؤها السكينة والوقار واحرص على الصف الأول يمين الإمام. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟” قلنا: بلى يا رسول الله. قال: “إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة،فذلكم الرباط.فذلكم الرباط”[رواه مسلم والترمذي]

وقال صلى الله عليه وسلم: “لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه، ينتظر الصلاة، والملائكة تقول: اللهم اغفر له. اللهم ارحمه. حتى ينصرف أو يحدث”. [رواه مسلم].

وقد كان السلف رحمهم الله يستعدون للصلاة أيما استعداد سواء كانت فرضاُ أم نفلاً. روي عن حاتم الأصم أنه سئل عن صلاته، فقال: إذا حانت الصلاة، أسبغت الوضوء، وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه، فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي، ثم أقوام إلي صلاتي، وأجعل الكعبة بين حاجبي، والصراط تحت قدمي، والجنة عن يميني، والنار عن شمالي، وملك الموت ورائي، وأظنها آخر صلاتي، ثم أقوم بين يدي الرجاء والخوف, أكبر تكبيراُ بتحقيق, وأقرأ بترتيل، وأركع وكوعاً بتواضع وأسجد سجوداً بتخشع.. وأتبعها الإخلاص، ثم لا أدري أقبلت أم لا؟.

*ومن الاستعداد للصلاة أن تقول كما يقول المؤذن غير أنه إذا قال: “حي على الصلاة حي على الفلاح” فقل: “لا حول ولا قوة إلا بالله” وغير ذلك مما صح عن رسول صلى الله عليه وسلم من الأدعية المأثورة ومن ذلك: “اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ,آت محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته”[رواه البخاري]وأداء النوافل والرواتب تزيد من خشوع المؤمن في الصلاة،لأنها السبب الثاني الموجب لمحبة الله. كما قال جل وعلا في الحديث القدسي: “ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه” [رواه البخاري ]. وللحديث بقية إن شاء الله