فلا تظلموا فيهن انفسكم “2”

لقد اقتضت حكمة الله أن يفضِّل بعض الشهور على بعضٍ، ففضل الاشهر الحرم وأمرنا بتعظيمها وإجلالها والإلتزام أكثر بدينه وشرعه.

 ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ . وقال  ﷺ   :”السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا؛ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ

 قال بن عباس رضي الله عن : وجعل الذنبَ فيهنَّ أعظمَ، والعملَ الصالحَ والأجرَ أعظم”. وعن قتادة رحمه الله قال: إنّ الظلمَ في الشهرِ الحرامِ أعظمُ خطيئةً ووزراً من الظلمِ فيما سواهُ، وإنْ كان الظلمُ على كلِّ حالٍ عظيماً، ولكنَّ اللهَ يُعظِّمُ من أمرِه ما شاء فعظِّموا ما عظَّم اللهُ؛ فإنّما تعظَّم الأمورُ بما عظَّمها اللهُ عند أهلِ الفهمِ والعقلِ.

فيجب على المسلم أن يعظم ما عظم الله، فإن تعظيمه يُعد عبادة قلبية من أجلّ العبادات، دالة على خيرية العبدَذلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ” وعلامة على تقوى القلب” ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ”

ومن اجلَّ ما نعظم به هذا الشهر الكريم هو البعد عن المعاصي والآثام كبيرها وصغيرها قصداً او تساهلاً  فإن الوقوع في الذنب ظلمٌ للنفس بتفويت العمل الصالح في الزمن الذي فضله الله وكذلك ظلمٌ للنفس بفعل المحرمات في الزمن الذي فضله الله  .

فالمطلوب منا في هذا الشهر الكريم

اولاً: المحافظة على الصلاة المكتوبة وإعطاء حقها من خشوع وطمأنينة.

ثانياً  الإهتمام بالسنن الرواتب وصيام النوافل والأذكار الواردة.

ثالثا :اجتناب المحرمات الظاهرة والباطنة.

رابعاً: إعطاء الحقوق كحق الوالدين والزوجة والأولاد والجيران والأرحام …..

وممكن أن نجمل ذلك في قول النبي ﷺ” مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، فَاجْتَنِبُوهُ،وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ”