مقاومة الفتور والكسل ” 8 “

إذا كنت تعيش في أيام عظيمة؛ الأجر فيها كالذنب مضاعف، فإن الكسل والفتور فيها لا يليق بمن طلب فيها الفوز والنجاة .

فقل لِمُرجي معالي الأُمورِِِِ بِغيرِ اجتهادٍ رجوت المِحال

قال أحد الحكماء :علمتني الحياة أن فن الحياة الأكبر هو الانتفاع بالفرص الذهبية التي تمر بنا أحسن انتفاع وقطف الثمار الطيبة من كل ما تصل إليه أيدينا بجهدنا.

فالمؤمن الحق هو الذي ينظر إلي الحياة على أنها فرصة يتزود منها للأخرة سيحاسب على كل صغيرة وكبيرة  “فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه ” وقال تعالى “وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ” وقد خاطب الله نبيه  ﷺ فقال “فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ

فمن أراد الفوز بهذ الحياة وهذه الأيام فليشمر على سواعد الجِدِ والاجتهاد.

يقول ابن القيم : “وقد أجمع عقلاء كل أمة على أنّ النعيم لا يدرك بالنعيم، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة، وأن بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة؛ فلا فرحة لمن لا هم له، ولا لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له؛ بل إذا تعب العبد قليلا استراح طويلا، وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد، وكل ما فيه أهل النعيم المقيم صبر ساعة”

ومما يساعد على مقاومة الفتور والكسل في هذه الأيام:ـ

أولاً: ضع هدفاً أمامك تحققه في هذه الأيام واسعَ إلى تحقيقه كاملا.ً
ثانياً: مصاحبة الصالحين وأهل الجد في الطاعة.

ثالثاً: الإكثار من ذكر الآخرة والجنة والنار.

رابعاً : البعد عن الذنوب والمعاصي فهي من دواعي الفتور والكسل.  
فهيا أيها الأحباب نأخذ بأسباب الجد والإجتهاد ونبتعد عن أسباب الكسل والفتور

الجَدُ في الجِدِ والحرِمانُ في الكسلِِِِ فانصب تُصِب عن قريبٍ غاية الأمل