علمتني غربتي أن لا أغضب، فالغضب يصيب عيون صاحبه بالعمى، فينطق كلاماً ويأتي بأفعال قد يندم عليها فيما بعد، والرجل الحقيقي هو من استطاع امتلاك زمام أموره في ساعة غضب.والإنسان في ساعة الغضب، سيأتي بأشياءَ لم يكن ليفعلها في وضعه الطبيعي، وقد تظهر منه عيوب لطالما حاول إخفاءها، فهو، ساعة غضبه، ليس سيّد نفسه.

والناس بطبيعة الحال يتحاشون الإنسان سريع الغضب، وينفرون منه، لأنه في أي لحظة قد يثور بركاناً لا يمكن إخماده، وعندها لا بد لكل من حوله أن ينال شيئاً من حِمَم ذلك البركان.

وسرعة الغضب تختلف من شخص لآخر، فبعضنا يغضب لأي أمر اعترضه، وآخرون يَصْعُب إغضابهم، إلا أنّ الإنسان يستطيع ترويض نفسه، وهو لذلك يحتاج بعض الوقت، فيعتاد على التأني وامتلاك نفسه في ساعة الغضب، فإذا غضبت، فلا تبدأ الصراخ ولا تعتدِ على أحد، فبإمكانك استعادة حقك الذي غضبت لأجله بطرقٍ أُخرى سيحترمك الآخرون عليها، وستقي نفسك شر كلمات سوف تندم عليها بعد أن تعود إلى رشدك

علمتني غربتي أن لا أكثر المزاح، وأن أكون جاداً في تعاملي مع الغير ما استطعت، فإنّ كثرة المزاح تطيح بهيبة الإنسان، وتنتقص من قدره في عيون من حوله، فيرَوْنه شخصاً أرعنَ لعوباً.والإنسان كثير المزاح تتقاذفه ألسن الناس، ويسهُل عليهم الاستهزاء به، أو التجريح في شخصه، أمّا إن كان الإنسان جاداً في تعامله مع غيره استحال على الناس التطاول عليه بأيّ صورة كانت.

المزاح أمر مستحسن على أن يكون مع الشخص المناسب، في الوقت المناسب، وبالكيفية المناسبة، واحرص أن لا تمازح شخصاً على مرأىً من أناس يكره هو أن يُمازَح أمامهم فقد يكون في ذلك سبيلٌ لهؤلاء للإيقاع بينكما، وقد يكون في ذلك سببٌ في هجر صديقك لك، فأنت لم تراعِ مشاعره ولم تحترم قدره.اعلم أن المزاح في وقت المزاح شيئ جميل ومستحب، ولكنْ تذكر أنّ المزاح في غير موضعه لن يجلب لك سوى المتاعب، فلكلّ مقام مقال…