علمتني غربتي أن لا أستهين بقدراتي وإمكانياتي، وأن أؤمن بقدرتي على النجاح، فالإنسان ذو طاقات كبيرة، وبمقدوره فعل الكثير، لولا أنّ تخوفه من الفشل، وظنّه بأنّه ليس الشخص المناسب ليقوم بهكذا عمل، يجعله لا يتقدم ولا يحرز شيئاً…

ثق بنفسك، وأعطها المجال لتعمل وتنجز، لا تخف أن تفشل، فالشخص الوحيد الذي لا يفشل هو الشخص الذي لا يحاول، فإنْ فشلت فاجعل من فشلك تحدياً لنفسك، وواصل رحلتك، وبتصميمك وعزيمتك وقوة إرادتك سيكون لك ما تريد…

تأكد أنَّ بمقدورك فعلَ شيءٍ ما دام غيرك قد استطاع فعله، وكن على يقين أنّ الإنسان المثابر المُجِد لا بدّ وأن يصل..إنّ نفسك تحمل بين طياتها روحاً جبارة، فأطلق لها العنان، وتأكّد أنّ النتائج في نهاية المطاف ستكون مرضية، إن لم تكن رائعة…

لا حجّة لك إنْ قلت إنك لم تحصل على فرصتك وإنّ غيرك لم يساعدوك، فأنت من تملك زمام الأمور، وأنت الذي تصنع الفرص، ثق بروحك وأخرجها من سجن شكوكك وأوهامك وتخوفاتك، افعل ذلك فالمفتاح بيدك، افعل ذلك وسترى أنّ بمقدور هذه النفس فعل الكثير!!.

علمتني غربتي أن أحلم بالمستقبل، على أن يكون حلماً يمكن تحقيقه، أي لا تحلم بأمورٍ أنت متأكدٌ من استحالة تحقيقها، وليس في ذلك دعوةٌ للإحباط بل هي دعوةٌ للواقعية، احلم بما شئت ما دمت تثق بقدراتك وتؤمن بالروح القوية التي تعيش بداخلك، تلك الروح التي يحركها الأمل، والتطلع إلى المستقبل الأفضل.

حلّق في سماء نفسك، وارسم لنفسك مساراتٍ تقود خطاك حتى تنجو بنفسك من متاهات هذا الزمان، ارسم أجمل الصور، ولوّنها بأبهى الألوان، واحلُم بما شئت، فإنّ أحلامك هذه ستكون الدافع المحفّز الذي يحثك على مواصلة المسير كلما لاقتك عقبة وبات تحقيق الحلم حلماً، وستكون أحلامك أيضاً أشبه ما تكون بدفتر المذكرات، تعود إليه بين الفينة والفينة، لتستجمع قواك، وتجدّد العهد على مواصلة المسير..

حتى ولو لم تستطع تحقيق الحلم الذي قد حلمت به، فإنك لن تخسر الكثير، بل إنّ الخبرات التي اكتسبتها في مشوار أحلامك الأولى ستساعدك في بدء حلم جديد، وتفادي العثرات التي لاقيتها في ذلك المشوار، عليك بالمحاولة مرات ومرات، وسيكون النجاح حليفك بإذن الله، واعلم أنه وإن لم تنجح في تحقيق حلم قد حلمت به، فإنه يكفيك أنك قد عشت حلاوة ذلك الحلم، وشرف المحاولة وحده يكفيك!!