علمتني غربتي أن أستشير بعض من أحسبهم أهلاً لذلك عند إقدامي على أمر ما، وأن أسألهم رأيهم وأطلب نُصحهم، فالإنسان قد يغفل عن بعض الأمور التي كان لزاماً عليه الانتباه لها عند إقدامه على ما قدم عزم عليه، فتكون غفلته سبباً في فشله، أو وقوعه في مشكلات ما كان ليقع فيها لو أنه استشار غيره في أمره…شاوِر من تثق بهم قبل أن تُقدِم على مشروع جديد، فقد تكون خبرتك محدودة في هكذا أمور، وغيرك قد يحمل خبرة كبيرة في المجال الذي تودّ أن تبحِر فيه.حتى وإن كنت ذا خبرة كبيرة، فهذا لا يعني عدم حاجتك لأناس تستشيرهم، فهم قد يرون الأمور من منظور آخر، يكون أفضل بكثير من منظورك أنت، استشرهم وادرس كلامهم جيداً ولن تخسر شيئاً، بل ستستفيد من خبراتهم وطريقة تفكيرهم في الأمور.

إذا طلبت النصح من أحدهم فسيشعر أنك تهتم برأيه وتقدّر خبرته في الحياة، فسيفرح للثقة التي منحته إياها، وتأكّد بأنه لن يبخل عليك بأي نصيحة أو مساعدة يستطيع القيام بها، وقد يرشدك إلى من يستطيع مساعدتك إنْ عجز عنها هو

علمتني غربتي أن لا أيأس، فاليأس يطفئ شمعة الأمل في الإنسان، ويثنيه عن مواصلة المسير، ويخلق له أجواء مظلمة يرى فيها كل شيء قد بات مستحيل التحقيق صعب المنال، فتنسد عليه منافذ الهواء، فلا يعود للحياة أي معنى..

اليأس شعور خطير قد يقتل صاحبه إذا لم يتخلص منه، والإنسان اليائس تراه دوماً عابس الوجه، كثير التذمر، سريع الغضب، ففي نَظَره، لم يعد بمقدوره فعل شيء، والحياة قد انتهت !!كن مؤمناً بالله، ولن يدخل اليأس قلبك إن شاء الله، واعلم أن لك في هذه الحياة صولات وجولات، ستفوز ببعضها وتهزم في بعض، ولن تكون في هزيمتك نهاية لحياتك، بل اجعل منها الأمل الذي يزيد تصميمك على مواصلة رحلة الحياة.

كلما ضاقت بك الحياة أو انسدّت عليك منافذُ أنت كنت أحوج ما تكون إليها، فتذكر أن الله عز وجل معك، وفكر ملياً في تلك المنافذ التي قد سُدّت، فمن هناك ستجد الحل، وسيهيئ الله عز وجل لك طريقاً تنجو به مما أنت فيه، ولربما كان في انسداد ذلك المنفذ خيرٌ لك، وأنت لا علم لك بذلك!! فلا داعي لأن تيأس، واصبر فلك الأجر في ذلك، وأقبل على الله بالدعاء، وبتصميمك وعزمك وأملك المتجدّد ستتحقق الأحلام إن شاء الله