.. اجعلوا من مقياس طالوت مقياسا مقدساً يُزهدكم في نهر الدنيا الزائل ويؤهلكم لنصرات المجد في الدنيا والآخرة .. قال لهم نبيهم ، وقال لن نبينا أيضا (قل لايستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاعتبروا ياأولي الأبصار)
.. مقياس طالوت سيريحك جدا رغم أنه سيجهدك جداً ، نعم سيريح رأسك ويضبط تصوراتك رغم الإجهاد والعرق والعطش والجوع والخوف من منظر غيلان جيش جالوت وعضلات جنده المفتولة وتجهيزات أسلحته وعتاده، سيُريعك أن تسمع وترى قائدك رغم التهاب جوفك من شدة العطش واقتراب الشمس من بؤرة مسيرك يقول لك : سنمر على نهر وإياك أن تشرب أكثر من غرفة يد واحدة ، واحدة فقط ، ولسوف يُغرق المرارُ حلقك وأنت ترى من كان في صفك يقع عند النهر ويغادر ، ومنهم من وقع عند مجرد فرضية القتال ، ومنهم من وقع معترضا على اختيار مرسي الإستبن الفقير الكحيان فصاحوا صارخين مبرقي عيونهم غضباً ( أنى يكون له الملك علينا ولم يؤت …. ) ، صاحوا صارخين ( لماذا لايكون الملك لحازم ) ، صاحوا صارخين : تعالى إلينا ياحمدين نريد زعيما بنكهة الثائرين .. صاحوا صارخين … ، صاحوا صارخين … وفي الأخير لم يثبت إلا طالوت والصفوة الطاهرة لايزيدون عن بضع مئات قالوا ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله .. ) ، كانت واضحة جداً في صدورهم ( بإذن الله ) فلذالك لما خرجوا لملاقاة الجيش العرمرم الرهيب كانوا يسألون الله أن يدلق عليهم براميل الصبر ( ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا ، وثبت أقدامنا ، وانصرنا على القوم الكافرين .. فهزموهم بإذن الله … ) .

.. لاتكترثوا كثيرا بمن يغادرون فمحبة الله في صدورهم باهتة وربما كانت كاذبة لاتسعفهم لنيل شرف الثبات والصبر والنصر ، لاتكترثوا بالصارخين جاحظة عيونهم في مواجهة الصادقين ولم تبرق بمعشار ذالك في مواجهة الطغاة والظالمين والقتلة الخونة .. لاتكتروا بكثرتهم فهي عائق النبلاء ومحرّفي مواقع السهام الذي لايقل إجراما في تحريف الكلام

.. اجعلوا من مقياس طالوت مقياسا مقدساً يُزهدكم في نهر الدنيا الزائل ويؤهلكم لنصرات المجد في الدنيا والآخرة .. قال لهم نبيهم ، وقال لن نبينا أيضا (قل لايستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاعتبروا ياأولي الأبصار)