دخل مفتي الدولة في عهد السلطان سليمان القانوني الى قصر السلطان ، وحينها كان السلطان سليمان مُصاباً بداء النقرس وقد تقدم بالعمر فقال له المفتي :

” لقد رايت رسول الله صلى الله عليه و سلم في رؤية و قال لي قل لسليمان لماذا اوقف جيوش الجهاد ”

فوقف السلطان سليمان على قدميه و بكي و قال سمعا و طاعة سمعا و طاعة يا سيدي (اي رسول الله صلى الله علي و سلم).

وقد كان السلطان سليمان فى أواخر أيامه لا يستطيع ركوب الخيل بسبب مرض النقرس , ولكنه كان يتحامل رحمه الله إظهارا للقوة أمام أعدائه …وقد توفي رحمه الله على اسوار مدينة سيكتوار المجرية وكان طبيبه قد نصحه قبل خروجه للجهاد بعدم الخروج لشدة مرضه فكان جوابه: “أحب أن أموت غازيا فى سبيل الله … ”

حيث انه لما وصل الى مدينة سيكتوار المجرية وكانت من أعظم ما شيّده النصارى من القلاع … وكانت مشحونة بالبارود والمدافع ، استمر القتال والحصار قرابة 5 اشهر كاملة , وما ازداد أمر الفتح الا استعصابا وازداد همّ المسلمين لصعوبة الفتح , وهنا اشتدّ مرض السلطان وشعر بدنوّ الأجل , فأخذ يتضرع الله تعالى وكان من جملة ما قاله : يارب العالمين , افتح على عبادك المسلمين , وانصرهم , واضرم النار على الكفار !!!

فاستجاب الله دعاء عبده السلطان سليمان , فأصاب أحد مدافع المسلمين خزانة البارود فى الحصن فكان انفجارا مهولا.

فتزاحم الشجعان بآلات الحرب مع صدق النية والإعتماد والتوكل على الله تعالى , وتحاملوا على الكفّار حملة رجل واحد , وتعلقوا بأطرف القلعة , ورفعت الراية السليمانية على أعلى مكان من القلعة , ووقع السيف فى الكفار , فقتل منهم من قتل واسر من بقى , و عندما جاء خبر الفتح للسلطان سليمان وهو فى غمرات الموت , فرِح وحمد الله تعالى وقال : الآن طاب الموت … وتخرج روحه الى بارئها , الى جنان الخلد ان شاء الله … فى 5 سبتمبر 1566م رحمه الله تعالى .