مواقف من سيرة رائد الصحافة الإسلامية : صالح عشماوي
(1) تعريف :-
– هو الأستاذ الكبير صالح مصطفى عشماوي .
– من مواليد سنة 1911م.
– التحق بجماعة الإخوان المسلمين سنة 1931م.
– تخرج من كلية التجارة سنة 1932م.
– اختير وكيلاً للإخوان المسلمين سنة 1936م.
– رأس تحرير مجلة النذير سنة 1937م ثم مجلة الإخوان المسلمين سنة 1943م ثم الجريدة اليومية سنة 1946م ، ثم مجلة المباحث القضائية ثم مجلة الدعوة سنة 1951 م.
– عُين وكيلاً عاماً لجماعة الإخوان المسلمين خلفاً لأحمد السكري .
– عُين رئيساً للنظام الخاص سنة 1941 م .
– كان في مقدمة المعتقلين بعد حل الجماعة في 8/12/1948 م .
– إنتقل إلى رحمة الله في يوم الأحد 11/12/1983 م .
(2) حياته وجهاده : ـ
– كان مع إخوانه يُحيطون بالطلبة الوافدين إلى مصر لتقديم العون والمساعدة .
– تولى تحرير صحافة الإخوان المسلمين منذ صدورها وكان صاحب قلم متمرس بالكتاب.
– كان ضعيف البنية يعيش بكلية واحدة ولكنه قوي الإيمان ثابت الجنان .
– في 18 أبريل عام 1951م قاد مظاهرة كبرى إلى البرلمان المصري مطالباً بإسقاط قانون نظام الجمعيات وكان يُراد من ورائه تكبيل حركة الإخوان المسلمين وتم بالفعل إسقاط القانون .
– سنة 1954م حين أعلن الطاغية عبدالناصر حربه على الإخوان باعتقالهم ومصادرة مؤسساتهم وتعطيل نشاطهم حافظ الأستاذ صالح عشماوي على رخصة مجلة ” الدعوة ” و كان يُصدر
بعض الأعداد للحفاظ على رخصتها .
– حاولت الدولة احتواءه ولكنه صمد أمام كل المغريات والمناصب بكل شمم وإباء إلى أن من الله على الإخوان بالخروج من السجون سنة 1974م فذهب الأستاذ صالح عشماوي إلى الأستاذ
عمر التلمساني المرشد الثالث ووضع نفسه ومجلته في تصرف الإخوان حيث أُعيد إصدارها سنة 1976 م و ظلت لسان حال الإخوان المسلمين إلى أن عُطلت سنة 1981 بفعل السادات .
(3) قالوا عنه : ـ
– قال عنه الأستاذ صلاح عبد المقصود ” مضى الأستاذ صالح عشماوي بعد حياة كلها معاناة وتعب وجهاد ، اضطهد وعُذب وحُورب .. فما وهن لما أصابه في سبيل الله وما ضعف وما استكان وظل ثابتاً على العهد إلى أن لقي ربه .
– كان عضواً في مكتب الإرشاد ووكيلاً عاماً لجماعة الإخوان ثم تولى قيادة الجماعة لمدة عامين ونصف بعد استشهاد الإمام البنا في فبراير 1949 م .
– بعد صدور الأمر العسكري بحل الجماعة سنة 1948م ومصادرة أملاكها واغتيال الشهيد حسن البنا في 12/2/1949 م رأى حكام العهد أن واقع الجماعة لا يمكن إنكاره فأرادوا إعادة الجماعة بغير أسمها ، فكتب الأستاذ صالح عشماوي مقالة قوية بعنوان ” ثبات” مخاطباً الحكام ومن مال إلى رأيهم ” إن الذين ملوا الكفاح وضعفوا عن أعباء الجهاد ويُريدون أن يستريحوا باسم غير اسمهم وبوجوه غير وجوههم و لأهداف غير أهدافهم ، أمرهم إلى الله و نسأل لهم الهداية و لهم أن يعتكفوا في صمت و هدوء و لكن ليس لهم أن يُخاولوا خداع أحد أو يشقوا طريق المؤمنين الثابتة ، أما المؤمنون الصادقون فلن يعملوا باسم غير اسمهم و لن يظهروا للناس بوجوه غير وجوههم و لن يُجاهدوا في سبيل أهداف غير الأهداف التي قاتلوا في سبيلها و سيفشل معهم كل إغراء و وعد ، كما فشل من قبل كل بطش و وعيد ” فاصبروا إن وعد الله حق و لا يستخفنك الذين لا يوقنون ”
– ظل رحمه الله لمدة نصف قرن يدافع بلسانه و قلمه عن دعوته ـ دعوة الإسلام ـ يقول الحق و لم يخش في الله لومة لائم حتى لقي ربه .
– يذكر الشيخ أبو الحسن الندوي في كتابه القيم ” مذكرات سائح في الشرق العربي “عن الأستاذ الكبير صالح عشماوي فيقول ” كتبت من مكة المكرمة إليه أخبره بسفري إلى مصر و رغبتي في الإجتماع به فرحب بذلك و اجتمعت به في إدارة مجلة الدعوة و أطلعته على كلمة كنت أُريد أن أُوجهها إلى الإخوان فاستحسنها و اتفقنا على أن أُلقيها في حفلة خاصة للإخوان و قدمني إلى الإخوان و تحدثت إليهم و رحبوا بي أي ترحيب ثم أستأذنني أن ينشرها في مجلة الدعوة فقبلت ذلك بكل سرور ”
– كان شيخ الصحافة الإسلامية بحق و رائد جيل الصحفيين الجدد من الصحوة الإسلامية في هذا العصر .
(4) كتب عن نفسه فقال : ـ
في سنة 1938 م كتب الأستاذ صالح عشماوي في مجلة النذير و كان رئيس تحريرها كلمة بعنوان ” كيف غيرتني دعوة الإخوان ”
فقال : ” .. .. و أخلوا إلى نفسي وأسألها عن غايتها فأراها كعهدي بها منذ عرفت الإخوان ، حافظة للعهد راسخة الإيمان اتخذت من الله غايتها ، و أسألها عن آمالها فأجدها و أجد آمالها بعد أن حددت غايتها فلم يبقى لها إلا أمل واحد و إنه كل أملي في الحياة ـ و لعلك تدهش سيدي القارئ ـ إذا علمت أن هذا الأمل هو الموت في سبيل الله .. .. نعم هو الفناء و لكن في الحق .. لعمري إنه عين البقاء .. و لست أدري هل قُدر أن أموت على فراشي كما يموت الجبناء ؟ أم سيُتم الله نعمته علي فيلحقني بالشهداء ذلك علمه عند ربي و ما كنا للغيب حافظين .. ”
رحم الله أستاذنا المجاهد و بارك في جهوده و حشرنا و إياه مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسُن أولئك رفياً ”