أنا أم لثلاثة اطفال مصابين بتبول لا إرادي
يملكون اجمل اسرة واجمل اغطية استقبلهم كل صباح بابتسامة ودعاء طيب بالشفاء .
لست لأنني لا اتعب في تنظيف الفراش يوميا
ولا اعاني من غسل الاغطية ولا نضطر لترك باص المدرسة يذهب بين فترة وفترة
لأننا لا نكون انهينا الاستحمام والتجهيز الصباحي ..
ولكن لأنني كنت أما اصيبت قبلهم بهذا المرض لاكثر من ٢٠ عام
وتزوجت وانا عليه ))
ولم اشف إلا لما استقبلني زوجي بتلك الابتسامة والدعاء عدة مرات وعلمني الدعاء
بينما جربت أمي وجداتي كل وسائل الرعب والطب الشعبي والاحتقار
والعقاب ولم يزدني الامر إلا سوءا
فإليكم الحكاية
كنت طفلة صغيرة جميلة نوعا ما وخجولة
وذكية ومتفوقة
لكنني كنت اعاني من التبول اللا إرادي الذي قضى على علاقتي بكل من حولي
كم ضربت عند استيقاظي لانني تبولت
كان اخوتي يملكون اسرة واغطية جميلة إلا أنا غطائي كان خشنا احضرته امي من نفس انواع اغطية المساجين البنية الفاحمة الخشنة جدا وفراشي كان فرشة مخيطة من الاقمشة البالية لم يسمح لي ان انام على الاسفنج ولا الاسرة
كانت تتركني اذا تبولت على نفسي في برد الشتاء ارتجف على فراشي المبلل ولا تغير الفرشة لي لاكمل نومي بالدفئ
تقول لي جدتي انها كانت تأمرها بضربي وتخويفي نعم بل كانت جدتي بنفسها تخوفني
ولكنها لم تكن تحتمل منظري وأنا اغير وحدي في الظلام والبرد وأرتجف كالعصفور من البلل ولكن امي كانت تمنعها من التدخل
كانت تظن ان هذا سيجعلني أستطيع التحكم بنفسي
نمنا عند اقاربنا عدة مرات وكان اطفالهم حين يكتشفون بللي يسخرون مني ويستهزؤون بي
حتى في المدرسة وصل الخبر للطالبات امي كانت تفضفض لجارتنا وجارتنا اخبرت ابنتها على طريق النصيحة ان لا تشرب العصير قبل النوم لكي لا تصاب بما اصبت انا به وابنة جارتنا أوصلت الخبر للطلاب
كم بكيت وهم يمشون خلفي ويغنون دمع دمع دمع ابو ((()))) مشمع ..
وغيرها من الاغاني السخيفة والالقاب المقرفة كرهت الدنيا كلها وانعزلت عن العالم
وعشت بدون ثقة بالنفس إطلاقا
لدرجة انني لا يمكن مستحيل ان ارفع يدي للجواب في الحصة او اشارك بنشاط كانت الامتحانات وحدها تكشف للمعلمات تفوقي ويحاولن تشجيعي للمشاركة ولكن لم استجب للتشجيع مطلقا
بالمناسبة كانت اختي الكبرى تعاني من نفس المرض وخوفتها امراة عجوز قبيحة في القرية
قالت لها اذاعدت للتبول سآتي بالليل وآخذك
واستجابت اختي لتلك الطريقة اللا انسانية الحقيرة للاسف
هذا ما زاد قناعة امي ان زيادة الحرمان والتخويف والعقوبات سيثمر معي
ولكن الامر لم يكن كما ارادت
وكانت تتصور انني اتحداها وانني عنيدة
فبعض الاطفال غير مصابين بتبول لا إرادي ليلي إنما يكونون مصابين برهاب الخروج من الفراش ليلا من الخوف فيختارون التبول للفراش إراديا
وعند تخويفهم بشيء اكبر من القيام للفراش قد يفضلون مجابهة الخوف الاقل على الخوف الكبير
والطريقة التربوية الصحيحة للتميز بين النوعين ان تقولي للطفل سأضع حلوى تحبها في الحمام بعد ان تنام في حال قمت للحمام وحدك
فهي هدية لك
جربي ذلك اسبوعا إذا استطاع الطفل تجاوز المرحلة فهو رهاب القيام من الفراش وليس التبول اللا إرادي
التبول اللا إرادي شانه مختلف تماما هو كالتنفس نهارا لا يمكن التحكم فيه إلا بتمارين نفسية وعضلية
وهذا ما لم تدركه امي طول السنين
كانت احلامي مرعبة
وعندما كبرت علمت ان ذلك النوع من الاحلام هو من اثر عين اصابت الطفل ولكن من كان ليسمع لي ويعلم ان عليه ان يرقيني
لا اخفيكم حاولت بنفسي علاج نفسي فصرت أذهب للمكتبة واقرا كتب علم النفس وموضوع التبول
كان ما احتاجه اولا لنجاح المعالجة بنفسي
ان اقلل نسبة الادرنالين في جسدي والذي يفرز مع الخوف والقلق
والذي يحول دون تقوية عضلة المثانة لا يمكن لهذه العضلة ان تكتمل وتغلق كليا بخوف وقلق
ولكن كيف لي أن انجح بمنع جسمي من الخوف والقلق وأنا في جو مرعب كل صباح انتظر العلقة الساخنة والاعمال الشاقة والالفاظ القاسية
كنت حزينة حاولت توصيل ما اقرأه لامي ولكن كان بنظرها هذا هراء وانني اعمل عليها معلمة وهي مربية بالفطرة لا تحتاج لتعليم
غفر الله لها
لكن ابي اقتنع بكلامي وبدأ فعليا بمحاولة مساعدتي والوقوف ضد امي واحضر لي لاول مرة غطاء معدا للتبول اصلا للفرشة التي كنت اكرهها باللون الازرق الذي احبه أنا وهذا الشيء الوحيد الذي سمحت به لأن غسل الغطاء اسهل من انتظار الفرشة لتجف بعد تبليلها
وغير هذا لم يستطع ابي فعل شيء كانت امي لا تستجيب لأحد
كبرت ودخلت الجامعة وانا على تلك الحال
ولكنني كما قلت لكم كنت اعالج نفسي بنفسي من نواح اخرى كالثقة بالنفس والخجل الزائد والتاتاة والقولون
كنت اقرا بكثرة عن كل ما اعانيه واساعد نفسي
اصبحت محطا للانظار بتفوقي وتميزي وإعطائي الدروس الدينية
حتى اختارني رجل لتفوقي وتميزي الديني وحين اخبرته بمرضي
لم يكن لديه مشكلة
وقال لي سنذهب للطبيب ونبحث عن علاج إن وجد
وقال الطبيب لزوجي احتمالية شفاءها بعد الزواج كبيرة
لأن التبول اللا ارادي يحتاج لتمارين كيجل لتقوية عضلات المثانة التي لم تحصل على فرصة لتقويتها مع ارتفاع نسبة الهرومونات التي تصاحب القلق والخوف
وهذا ما قرأته فعلا
واعطاني بعض الادوية
وعلمني التمارين
وذهبت لبيت زوجي
وفي اول ليلة حصل ما كنت اخافه
وقمت ابكي من الخوف
هل سيضربني كامي
لكنه استغرب لبكائي وكان اصابه من البلل ما اصابني وابتسم وقال لا بأس فرصة لنستحم
حضنته وشكرت الله ان هذا الرجل هو زوجي
احضر لي ماء زمزم وعلمني الدعاء ودعوت كثيرا
واخبرته باحلامي فرقاني
وخلال ست شهور ذهبت تراكمات وآثار هرمونات القلق والخوف
والرؤى وشفيت تماما ولليوم انا منذ ١٠ سنوات بعافية
وتعلمت من تجربتي الكثير
ساحب ابنائي حتى يتمكنوا من مجاوزة الامر كما تجاوزته
وتنضج عقولهم ويستطيعوا تعلم التمارين
وحتى ذلك الحين لن اخبر احدا مهما كان حتى الجدات بمرضهم وسيذهبوا عاطرين للمدارس كي لا يسخر منهم احد وعندها لن يتذكروا اما ضربتهم ولا شخصا سخر منهم
وساعلمهم الدعاء حتى يشعروا ان الله ارحم بهم من امهم
ويعلم اصلا كيف هي رحمة امه ليتصور عظمة رحمة الله
فليس ذنبهم انهم ولدوا بعضلات مثانة اضعف من غيرهم
اولادي يتحسنون عاما بعد عام ويقل الامر تدريجا
وإن كنت فرحة لاجلهم
لكنني حزينة ان اجري في الصبر يقل ولكن لعل الله بذلك الصبر يرحمني من ناره وعقابه
أم فخورة باولادها 😊