7 عقبات تمنعك من التطور.. كيف تتجاوزها؟

أحمد بدر الدين

قد لا يكون عالم الأعمال مختلفًا كثيرًا، عن العالم الشخصي لكل فرد منا؛ كل إنسان يبحث عن النجاح علي المستويين الشخصي والمهني، المستوى الأول يعني علاقات شخصية واجتماعية ناجحة، بالإضافة إلى تحقيق أهداف على المستوى القريب، مثل الاعتناء بالصحة، وتعلم مهارة جديدة، والمستوى الثاني يعني النجاح في العمل أو في إنشاء شركة، أو حتى في الوصول إلى الوظيفة التي كنت تحلم منذ زمن بعيد بالحصول عليها.

ماذا يحدث إذن في الحياة الواقعية فعلًا، هل يصل الناس بسهولة إلى أهدافهم؟ وهل يتمكنون من تحقيق رغباتهم، دون وجود عقبات تقابلهم طوال الطريق؟ الحقيقة أن العقبات جزء من الطريق للنجاح، ولكي تتمكن من تجاوزها عليك التعرف عليها، ثم تصميم استراتيجيات لتجاوزها، كما يحدث دائمًا في عالم الأعمال؛ إذ تواجه الشركات الكثير من الشركات، ويعمل أفراد الفرق المختلفة على تطوير طرق وحلول لتجاوز هذه المشكلات.

1- عدم القدرة على تحديد أهدافك

دعنا نبدأ من البداية، المرحلة الأولى في تصميم أي مشروع على أي مستوى، هي تحديد الأهداف النهائية والمرحلية لهذا المشروع، تأخذ هذه الخطوة الكثير من الوقت والتفكير؛ في محاولة لصياغة أهداف واقعية قابله للتحقيق، وفي نفس الوقت مرنة؛ حتى لا تشكل ـ نفسها ـ عائقًا لك في مراحل متقدمة، دعني أُعِدْ تعريف المشكلة مرة أخرى؛ إذ إن المشكلة الأساسية تكمن في أنك لا تمتلك القدرة على البحث عن أهدافك.

قد يكون من المقبول أن تقضي فتره قد تصل لسنوات، دون معرفة ما تريد فعله تحديدًا في حياتك، و خلال تلك الفترة ـ ربما ـ تعمل على اكتساب بعض المهارات، والحصول على بعض الدروات التدريبية في مجال تخصصك أو المجالات القريبة منه، لكن عليك أن لا تتوقف عن البحث، قد يستغرق الأمر الكثير من الوقت، لكن ستصل في النهاية إلى ما تريد فعله حقًا، «ستيف جوبز» كان يقول إن ما تفعله في حياتك قد لا يبدو منطقيًا الآن، لكن في لحظة ما في المستقبل ستجد أن النقاط اجتمعت لتشكل طريقًا وهدفًا واضحين، عليك فقط الاستمرار في العمل، وعدم التوقف، حتى ولو لم تكن هناك أهداف واضحة.

2- التركيز على ما لا تريد

التخصص الذي درسته في الجامعة، والمسار المهني الذي اخترته لنفسك، هل كان كل هذا من اختيارك الشخصي حقًا بناء على رغباتك، ومواهبك الشخصية، أم كان من خلال ضغط مباشر أو غير مباشر من الأهل أو المجتمع؟ الضغط غير المباشر قد يكون في رؤية المجتمع لوظائف معينة على أنها أكثر رقيًا من وظائف أخرى، لا تقضي الكثير من الوقت في التركيز على أمور لا تريدها حقًا، وفي المقابل قم بالتركيز على المسار المهني التي تحبه وتفضله، مع تقييم واقعي لما يمكنك تحقيقه في هذا المسار، ومحاولة دائمة لامتلاك الأدوات التي ستساعدك في الوصول إلى نهاية الطريق.

3- الخوف من التغيير

ربما يتكرر هذا السبب كثيرًا في المقالات التي تتحدث عن تطوير الذات وريادة الأعمال؛ والسبب في ذلك أن الخوف من التغيير يعد من المشاكل الأساسية التي تواجه الناس في كل مكان، الرغبة في الاستقرار، والحصول على نفس الراتب، والذهاب إلى نفس العمل، وإنجاز المهام بنفس الطريقة، والآمان الوظيفي، كل تلك الرغبات حتى وإن لم تكن تلبي طموح الإنسان، إلا أن وجودها أفضل من عدمه، وبالتالي يفضل كثير من الناس البقاء في نفس الوظيفة خوفًا من الذهاب إلى مكان به تحديات أكثر، أو عدم تغيير التخصص الجامعي؛ لأنهم اعتادو على المواد التعليمية في التخصص الحالي، إذا لم تكن لديك القدرة علي قبول التغيير، فلن تستطيع بأية حال تجاوز العقبات التي تواجهك في حياتك.

4- قانون المرة الواحدة

تخيل معي السيناريو التالي: تستيقظ من النوم تقوم بتصفح بريدك الإلكتروني، تتصفح كل الرسائل وتجد أن هناك الكثير من الرسائل التي يجب عليك الرد عليها، تقوم بتحويل الرسائل إلى البريد غير المقروء مع نية وعزم على العودة لاحقًا؛ للرد على الرسائل، لماذا إذن لم تقم بالرد في نفس الوقت الذي قرأت فيه الرسائل أول مرة، كثيرًا ما نتعامل مع المهام بهذه الطريقة؛ إذ نقسم المهام على أكثر من مرحلة، غير مرتبطة زمنيًا؛ فقط لعجزنا على القيام بالأمر مرة واحدة، القاعدة تقول «إنك تستهلك وقتًا أكثر؛ عندما تعود لمهمة كان بإمكانك إتمامها في المرة الأولى التي تقاطعت معها، قم بمهامك في الحال ولا تؤجلها لوقت آخر».

5- المال

العقبة الأولى التي تواجه رواد الأعمال لإنشاء شركاتهم الناشئة هي المال، ربما تكون قد سمعت هذا السؤال في كل ندوة أو مؤتمر ذهبت إليه من قبل، كيف يمكن أن أتجاوز مشكلة عدم توافر المال الكافي للقيام بأمر ما، الإجابة ليست بسيطة بالطبع، وتختلف من شخص إلى آخر، ومن مشروع لآخر، وكذلك من ظروف لأخرى، لكن ما نعرفه أن معظم المشاريع الناجحة في العالم بدأت، بدون توافر المال في البداية، واستطاع المؤسسون ابتكار نماذج أعمال قادرة على الانطلاق، دون الحاجة إلى الكثير من المال، إذا كان الأمر قد حدث من قبل، فهذا يعني أنه يمكنك القيام به مرة أخرى.

6- التوقف عن التعلم

تخرجك من الجامعة لا يعني أبدًا توقفك عن التعلم، بل على العكس يعني بداية رحلة جديدة من التعلم، لكن بأساليب وطرق مختلفه عن المرحلة الجامعية، متى كانت آخر مرة قرأت فيها كتابًا في مجال تخصصك أو استمعت فيها إلى محاضرة صوتية أو ذهبت لحضور مؤتمر أو ندوة؛ لكي تضمن التطور والوصول إلى ما تريد حقًا؟ عليك تصميم منهج كامل لنفسك؛ تعمل على تعلمه بإصرار وإتقان دون توقف.

7- العلاقات الشخصية

العلاقات مفتاح مهم في تحقيق النجاح، ربما إذا امتلكت كل شيء، دون وجود العلاقات الصحيحة، فلن تستطيع الوصول إلى ما تريد، وعلى العكس يمكنك التحايل على قوانين النجاح في كثير من المناطق حول العالم، إذا كنت تمتلك العلاقات الصحيحة في المكان الصحيح، تطوير العلاقات الشخصية جهد يحتاج إلى سنوات طويلة من العمل الشاق، والتواصل مع أشخاص من جهات مختلفة، والبحث عن الأشخاص المناسبين؛ لمساعدتك في الوصول إلى ما تريد، إذا كانت قائمة هاتفك لا تحتوي عددًا كافيًا من هؤلاء، فربما عليك البدء في البحث عنهم؛ وإضافتهم.