إنَّ هذا الدين الحنيف الذي ارتضاه الله لنا “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” وتكفل بحفظه “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” ونصرته كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ”

قد جعل الله أمانة هذا الدين والدعوة اليه والذود عنه في عنق المؤمنين “وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ” “وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَر”.

وحذرهم إن هم تركوا هذه الأمانة بالإستبدال “وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم

فإن كان حمل أمانة الدين شرف للمؤمن والتخلي عنها خذلان، وجب على الأمة أن تتعاون فيما بينها على حمل هذه الأمانة وتبعاتهاوَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ”ويكون ذلك بنصرة الإسلام وأهله، فقد حضّ الله تعالى عباده المؤمنين على نصرة دينه وأوليائه، ونشر الدعوة بشتى الوسائل المشروعة، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّـهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّـهِ”  أي: يساعدني في الدعوة إلى الله.

     ولهذا ينبغي أن يتعاون المسلم مع أخيه المسلم في الدعوة إلى الله، ليشدّ أزره ويتقوى به كما قال الله تعالى لموسى عليه السلام:”سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ” وقد قال النبي ﷺ “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضا”
فواجب على العالِم أن يعين الناس بعلمه ، ويعينهم الغني بماله، والشجاع بشجاعته وأن يتكاتف المسلمون جميعاً في نصرة الدين والدعوة ليه.

     فالمؤمنون جماعةٌ واحدةٌ ،ويدٌ واحدةٌ، وجسمٌ واحدُ ،وبنيانٌ واحدٌ، الجميعُ مسؤلونَ عن تبليغِ دين اللهِ على سبيلِ التعاونِ والتآزرِ والتضامنِ مع السعي الجاد إلى تغيرِ واقعِ الامةِ وإعادتها إلى ما كانت عليه من قيادةِ وريادةِ.

   فهيا إلى التلاحمِ والتعاونِ ولنترك اللومَ والانانيةَ، فاللوم لا يجمع، والانانية لا تبني، فليُحوِّل كل منا أخاه إلى داعيةِ، يحمل همَّ الامة، وللتتشابك الأيادي،وتتلاحم الأكتاف، وتصفى القلوب، ونهتف: أمتي أنتم خير الأُمم & انشروا الخيرالأعم & تبلغوا العزم الأشم & نكون سادة الدنيا & وفرسان القمم.