ذكر الإيجابيات قبل النصيحة

كل شخص مهما كان شريراً فإن فيه جوانب خير وفيه إيجابيات، فإذا أردت يا أخي الناصح أن تكون نصيحتك ذات وقع حسن، فعليك أن تذكر في ثنايا الكلام وطيات الحديث شيئاً من إيجابيات الشخص الذي يقف أمامك يستمع النصيحة، وشيئاً من مزاياه الطيبة، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يستخدم هذا الأسلوب مع الجميع، حيث كان يستميل قلوبهم بتلك الألفاظ الحسنة التي فيها ذكر لبعض سجاياهم، فكان يقول لأشج عبد القيس: (إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة)

فمثلا تقول: يا أخي! أنت الحمد لله عندك ميزات وعندك قدرات وإمكانيات، وعندك كمال في جوانب كثيرة، وعندك استعداد لتكمل النقص في نفسك في الجوانب الفلانية، فهلا أكملت النقص في هذه الأشياء، والحمد لله أن الله أعطاك قدرات ومواهب وأعطاك إمكانية واستطاعة لتتلافى هذه الأشياء، وتؤسس في نفسك الخصال الحميدة الفلانية، وتمنع هذه الأخلاق الرديئة من البروز والظهور بصبرك على نفسك، وبقوة نفسك وشخصيتك تستطيع أن تفعل كذا وكذا، هذه من العبارات التي تستمال بها قلوب الناس.

ما على الرسول إلا البلاغ

كما قال تعالى : ” َمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ ” المائدة:99

البعض يريد عندما ينصح أن تكون النتائج لحظية؛ فيحب من الناس أن يغيروا ما بهم بمجرد أن يُنصحوا، وهذا خطأ دعوي متكرر، بل يبين الحق ويوضحه ويترك للمنصوح فرصة للتراجع عن ما هو فيه من خطأ قال تعالى ( لست عليهم بمسيطر ) الغاشية 22 .

لا تفتش عن الأخطاء الخفية

حاول أن تصحح الأخطاء الظاهرة ولا تفتش عن الأخطاء الخفية لتصلحها لأنك بذلك تفسد القلوب، وقد نهى الشارع الحكيم عن تتبع العورات؛ كما في الحديث : «لا تؤذوا عباد الله، ولا تعيروهم، ولا تطلبوا عوراتهم، فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته» رواه الإمام أحمد عن ثوبان

وعن معاوية مرفوعاً: ” إنك إن تتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم”.

وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل.

وهو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور.

وقال الحسن البصري رحمه الله ما زال التغافل من فعل الكرام.

و الحكمة تقول من تـتـبع خفيَّات العيوب، حُرِم مودات القـلوب

مناسبة الزمان والمكان

نحتاج لمراعاة زمن التذكير ومكانه فإن كان الزمان والمكان مناسبا فلا نتردد بالنصيحة وتوجيهها وإذا كان المكان والزمان غير مناسبا فلا تتردد بالسكوت وتأجيل النصيحة قال ابن مسعود( إن للقلوب شهوة وإقبالا وفترة وإدبارا فخذوها عند شهوتها وإقبالها وذروها عند فترتها وإدبارها)

الإيجاز في النصيحة

فالناس يملون إذا سمعوا كلاماً مكرراً ومعاداً ومطولاً، فإنهم يحبون في الغالب أن تعطيهم زبدة الكلام كما يقولون، فالإيجاز في النصيحة من الأشياء التي تجعل النصيحة مقبولة ولها أثر في النفوس

فاختصر قدر المستطاع .. إذا أردت أن تنصح فلا تلق محاضرة ..!!

ولو تأملنا النصائح النبوية الشخصية المباشرة .. لوجدناها لا تزيد الواحدة منها عن سطر واحد .. أو سطرين ..

– يا علي .. لا تتبع النظرة النظرة .. فإن لك الأولى وليست لك الثانية .

– يا عبد الله بن عمر .. كن في الدنيا كأنك غريب .. أو عابر سبيل .

– يا معاذ .. والله إني أحبك .. فلا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك .. وشكرك .. وحسن عبادتك .

– يا عمر .. إنك رجل قوي .. فلا تزاحمن عند الحجر .
– وهذا عمر رضي الله عنه عند موته التفت إلى شاب كان مسدلا(مطيلاً) ثوبه، تحت الكعبين ؛ فقال عمر ردوا علي الغلام ، فقال له عمر :يا ابن أخي ، ارفع ثوبك فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك.